الجريمة وعلاقتها بثقافة سوق العمل في المجتمع السعودي
(دراسة تطبيقية على الموظفين والمهنيين المحكوم عليهم بالسجن في الرياض والدمام)الملخص
هدفت الدراسة إلى معرفة أهم المعوقات الثقافية التي تحدُّ من تحقيق العاملين والموظفين لأهدافهم الوظيفية المادية والمعنوية سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص وعلاقة ذلك بارتكابهم الجريمة، واستخدمت الدراسة منهج المسح الاجتماعي للمحكوم عليهم في سجون الرياض والدمام، واستنتجت الدراسة بشكل عام أن معظم العاملين في سوق العمل مرتكبي الجرائم المحكوم عليهم بالسجن لم تتحقق أهدافهم الاجتماعية والاقتصادية والمعنوية، مما دفعهم إلى اتباع سلوكيات منحرفة لسد احتياجهم وتحقيق أهدافهم، بسبب ثقافة سوق العمل التي لا تهتم بالتدريب للقيام بمسؤوليات الوظيفة، وعدم العدالة بتحديد الراتب بما يتناسب مع المؤهل التعليمي، وعدم تلاؤم طبيعة العمل مع التخصص العلمي، والانتظار الطويل للحصول على وظيفة ومهنة مدنية شاغرة، وتبين أن العاملين والموظفين مرتكبي الجرائم يصعب عليهم الحصول على الحوافز والامتيازات والمكافآت الوظيفية في سوق العمل؛ لتحقيق أهدافهم الاجتماعية والاقتصادية والمعنوية ، بسبب فقدانهم مساندة العائلة والقرابة، وعدم إتقانهم لمهارة اللباقة والمجاملات في العلاقات الاجتماعية، مما دفع بعضهم إلى استجابات انحرافيه وارتكاب جرائم، بعضها كان تمردًا، وبعضها كان ابتكاريًا ،وبعضها كان انسحابيًا وطقوسيًا.