الاغتراب في شعر طاهر زمخشري ديوانا (عودة الغريب)و(ألحان مغترب) نموذجًا
الملخص
يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل ظاهرة الاغتراب، كما تجلت في ديواني (عودة الغريب) و(ألحان مغترب) للشاعر السعودي طاهر زمخشري الذي شهدت حياته أحداثا تضافرت معا، وأدت فيما بعد إلى اغترابه المكاني ثم الزماني والنفسي.
وسيحاول هذا البحث بيان أثر انعكاس هذه الأحاسيس والمشاعر في ديواني الشاعر (عودة الغريب) و (ألحان مغترب) محاولا الإجابة عن التساؤلات الآتية: ما الأسباب التي تؤدي إلى اغتراب المغترب؟ وما البدائل التي يلجأ إليها المغترب؛ لإعادة التوازن في حياته، بعد أن يسيطر عليه الإحساس باليأس من تحسن الأحوال؟ وكيف يمكن للشعر أن يكون ملاذا للمغترب؟ وسبب اختيار هذين الديوانين يعود لتضمن عنوانيهما لفظتي الغربة والاغتراب معا، مما يعني بروز هذه الظاهرة فيهما بكل جلاء، كما أن مقدمة ديوانه " عودة الغريب" تضمنت حديثا عن بعض الأسباب التي أدت إلى اغترابه، كما سيتضح في هذا البحث.
ولتحقيق أهداف البحث اُعتمدت النصوص الشعرية مباشرة، والقراءة الفاحصة لها؛ لاستخلاص دواعي اغتراب الشاعر، وبيان مظاهر اغترابه، باعتماد المنهج الوصفي التحليلي؛ لتوصيف ظاهرة الاغتراب كما ظهرت في الديوانين، وتحليل النماذج التطبيقية الدالة على كل مظهر من مظاهر اغترابه، وتمثلت مظاهر اغتراب الشاعر في: هروبه إلى الماضي والمنى تارة، والخيال والغاب تارة أخرى؛ أملا في أن تعوضه عما يفتقده في حاضره من بهجة وأمل.