جغرافية الجريمة النسائية في المملكة العربية السعودية دراسة تطبيقية على المنطقة الشرقية

تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن العلاقة بين مكان وقوع الجريمة النسائية ومعدل نموها، وتوزعها الجغرافي في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، وتحديد أنماطها وأسبابها؛ مع ربطها بعدد من المتغيرات والخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والإيكولوجية لمرتكبي هذه الجرائم. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي باستخدام أسلوب المسح الاجتماعي. وطبقت استمارة مقابلة على جميع نزيلات سجن الدمام البالغ عددهن (138نزيلة).

وكشفت الدراسة عن ارتفاع معدل ارتكاب الجرائم في المدن الرئيسية للمنطقة الشرقية؛ فأكثر من ثلثي مرتكبي الجرائم يقيمن في الدمام والخبر بنسبة 40.58%، 33.33% على التوالي. ومعظمهن من الآسيويات 57.97%، والإفريقيات 35.5%. مثلت الجرائم الأخلاقية فيها أعلى نسبة 34.06%، تلتها جرائم السرقة 28.99%، وجرائم الخمور والمخدرات 13.04%. وأوضحت الدراسة أن الباعث لارتكاب الجرائم كان العامل الاقتصادي 43.48%. وأثبتت الدراسة وجود علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 بين الطبيعة المكانية ونوع الجريمة النسائية وارتفاع معدلاتها في المنطقة الشرقية، ووجود علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 بين الجريمة النسائية والخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية لمرتكبيها. وكشفت الدراسة أن 44.93% من نزيلات سجن الدمام لم يصدر بحقهن أي حكم رغم احتجازهن لفترة تزيد عن العام، وأن 25.36% ممن انقضت مدة عقوبتهن لم يفرج عنهن بسبب عدم تنازل الكفيل عن القضية ولأسباب مجهولة.

وأوصت الدراسة بإجراء المزيد من البحوث والدراسات حول الجريمة النسائية وبصفة خاصة في المناطق الحضرية، والتسريع في الإجراءات التنفيذية والقضائية للموقوفين والمحكومين، وتطوير برامج الرعاية الاجتماعية للنزيلات.