التحليل المكاني لتحديد مستويات التلوث الضوضائي بالسيارات في مدينة الخرطوم - السودان

يندرج موضوع هذه الورقة ضمن دراسات المشاكل البيئية بالمدن التي تتصدر في العصر الحديث أولويات الدراسات البيئية والتنموية والاقتصادية والمجتمعية. برز التلوث الضوضائي بجانب أنواع التلوث البيئي الآخرى كقضية إنسانية خاصة في المدن التي تعاني من الازدحام والاكتظاظ المروري. أصبحت مصادر الضوضاء بالخرطوم تزداد يوما بعد يوم لارتباطها بعدد من العوامل المختلفة، خاصة تنامي عدد المركبات الذي فاق الطاقة الاستيعابية للطرق وتكنولوجيا حركة المرور. الهدف الرئيس لهذه الدراسة هو التحليل المكاني لقياس مستويات التلوث الضوضائي بالسيارات في مدينة الخرطوم بالارتباط مع  كثافة الحركة المرورية. مكانياً، تم اختيار  موقعين للدراسة؛ الموقع (أ) بين شارعي الستين وعبيد ختم، بينما الموقع (ب) بين شارعي الصحافة زلط ومحمد نجيب تربط بين كل شارعين رئيسين شوارع فرعية من الشرق إلى الغرب. تمت عملية تحديد مستويات الضوضاء من خلال القراءات المباشرة من المواقع المختارة باستخدام جهاز رصد الضوضاء بوحدة الديسبل (dB) وتحديد النقاط المكانية باستخدام جهاز رصد المواقع الأرضية (GPS) خلال اليوم  لثلاثة فترات؛ ( 7-9ص )-(  12- 2 ظ) -( 5- 7م ). وتم تحليل وإنتاج خرائط مستويات الضوضاء باستخدام إحدى تقنيات نظم المعلومات الجغرافية  (GIS) في بيئة  برنامج Arc Map 10-4 .أظهرت النتائج أن هناك اختلافاً في مستويات الضوضاء بالموقعين، وأن مستويات الضوضاء في متوسط قياساتها العامة تفوق المسموح بها حسب إصدارات منظمة الصحة العلمية الدالة على (45 - 50 dB) في الفترة الصباحية و (30 – 45 dB) بالفترة المسائية، مقارنة مع 65-87 ديسبل بالموقع (أ) و 35-65 ديسبل  بالموقع (ب). أوصت الدراسة بأهمية استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية خاصة التي تطبق الإحصاء المكاني لمزيد من الدراسات ذات المنهج المتعدد التخصصات لتشخيص الآثار الصحية والنفسية للتلوث الضوضائي بالعاصمة السودانية الخرطوم.