موقف شهاب الدين الخفاجي من التوليد المعجمي الرصيد المعجمي في شفاء الغليل أنموذجًا
الملخص
يتناول هذا البحث موقف شهاب الدين الخفاجي (ت 1069هـ) مما طرأ على اللغة العربية من تغيُّرات في عصور التوليد ، وذلك من خلال مدوَّنته المعجمية " شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل " ، التي تُعَدُّ أول مدوَّنة أفرد فيها مؤلفها للكلام المولَّد قسمًا يخصُّه بعد أن كان الحديث عنه متناثرًا في مصادر شتى . وكشف البحث عن الهدف من إخراج هذه المدوَّنة، وعن الظروف التي توفَّرت لمؤلفها، وساعدته على إخراجها، وعن المصادر التي استقى منها هذا الرصيد المعجمي بمستوياته المتعدِّدة. وسعى البحث جاهدًا إلى رصد الملامح المميزة لموقف الخفاجي من الكلام المولَّد من خلال تحليل العديد من نماذجه على نحوٍ اتضحت من خلاله بواعث التوليد، والطرق التي لجأ إليها المولَّدون في استحداث الألفاظ والمصطلحات والتعبيرات.
وانتهى البحث بالأدلة إلى أن موقف الخفاجي من هذه المولَّدات لا يخرج في جملته عن اعتبارها مظاهر للتطور اللغوي الحتمي الذي يفرزه التفاعل بين اللغة والمجتمع، مما يُعَدُّ دليلاً واقعيًا على تأقلم اللغة العربية مع المستجدَّات التي تواجهها في مختلف البيئات.
وأكد البحث عدم تأثر الخفاجي بالقدماء في التوليد والاحتجاج، وحجته في ذلك توثيق الخفاجي لجملة من الشعراء المولَّدين ولكثيرٍ من العلماء والأدباء المتأخرين، وتفسيراته وتحليلاته الهادفة للربط بين الاستعمال القديم والمحدث،وتقليصه حجم المادة المعيارية ، مما يدل على رفضه لموقف اللغويين المتشددين واعترافه بحيوية اللغة وتجدّدها.