إعلانات الواجهات التجارية والتسويقية: سيميائية اللفظ والصورة
الملخص
تُعدّ المملكة العربية السعودية من الاقتصادات القوية عالميًا، ولذا فهي من الأسواق التي تنشط فيها تجارة العلامات، وتتنافس فيها المحلات التجارية المختلفة في توظيف العلامات السيميائية لجذب الانتباه لها وترويجها. ولذلك فإن العلامات السيميائية في واجهات المحلات التجارية تحملُ أهمية بالغة، وتأثيرًا كبيرًا؛ فهي أولى العلامات التي يراها المتلقي، فإما أن تجذب اهتمامه وتقنعه بزيارة المحل، أو قد يكون تأثيرها سلبيًا فتصرفه عن ذلك. ورغم أهمية لوحات المحلات التجارية وما تحمله من قيم فكرية وعلامات تواصلية إبداعية إلا أنّ الدراسات السيميائية المنشورة في هذا الجانب نادرة في العربية.
قام الباحث في هذا البحث بدراسة عدة واجهات تجارية عشوائية في الرياض لتحليل العلامات البصرية المستخدمة فيها وعلاقتها بالنص اللغوي، والوظائف التي تؤديها تلك العلامات. وأظهرت النتائج أنّ العلامات البصرية واللغوية تتداخل في إنتاج المعنى وإيصاله إلى المتلقي. فقد لوحظ استخدام العلامات السيميائية المختلفة (كاللون والصورة واللفظ) في عدد من الواجهات بطريقة تتّسِم بالتشاكل والانسجام لإيصال رسالة رئيسة ذات وحدة متماسكة. وقد وُظّفت هذه العلامات لخدمة أغراض مختلفة، كالوظيفة الإثارية التسويقية، والوظيفة النفسية، والوظيفة الجمالية، والوظيفة التعبيرية. وتبين الدراسة أنّ اللغة الأجنبية تنتشر بشكل واضح في واجهات المحلات التجارية لخدمة أغراض تجارية وتسويقية، ولذا فإن هذه الظاهرة تطرح تساؤلات مهمة حول الهوية اللغوية، إذ تتضح سطوة اللغة الأجنبية في كثير من واجهات المحلات التجارية في الرياض في مقابل تضاؤل استخدام اللغة العربية.