تناسب المعاني في الخطبة النبوية ( دراسة بلاغية)
الملخص
تعد دراسة ترتيب المعاني في الخطب النبوية من الدراسات التناسبية التي تهتم بدراسة العلائق بين تلك المعاني، وتبرز صلة أجزاء الخطبة من ابتداء ووسط وانتهاء، وأثر التناسب في التماسك النصي،وهي تهدف إلى:الإسهام في الكشف عن وجه من وجوه البلاغة النبوية وأسباب بلوغها المرتبة العليا في الأداء والتأليف البشري، والوقوف على طريق انتظام المعاني في الخطبة النبوية، ومعرفة المنهج النبوي في رعاية نسق الخطبة بما يقتضيه موقفها ومقصودها. وخطة البحث تقع في ثلاثة مطالب وتمهيد، المطلب الأول:نموّ المعاني وانسجامها في الخطبة النبوية الواحدة. الثاني:وظائف المعاني في مطالع الخطب النبوية، ووجه ارتباطها بمقاصدها.الثالث:أثر الخواتيم في معاني الخطب النبوية،وصلتها بمطالعها، يسبقها تمهيد بعنوان:التناسب والخطبة النبوية.ومن أهم ما خلصت إليه الدراسة: أن التناسب والترتيب وثيق الصلة بالسياق وقرائن الأحوال؛ وبينهما علاقة تفاعلية، والسياق كليّ، والترتيب يتأثر به ويعبّر عن مكنوناته ودلالاته عبر منظومة متكاملة ومنهج معين. وأن بناء الخطبة يقوم على الاستهلال والعرض والخاتمة، وقد يُحذف أحد أجزاء الخطبة أو يُطوى من المقدمة أو الخاتمة؛ إذا كان هناك ما يدل عليه. وأن لمطلع الخطبة النبوية وظائف تتصل بوجه من الوجوه بمقصود الخطبة النبوية؛ غالبا تمهّد له أو تُجمل معانيه أو تشير إليه، وهي تؤدي وظائفها منخرطة غير معزولة عن سياق الخطبة ونسقها. وأن لخواتيم الخطبة النبوية أثر نفسي على المتلقي من ترسيخ المعنى وتركيزه، وغالبا تؤكد معنى سابقا وتؤسس معنى جديدا، ومعانيها تعود على مطلع الخطبة وتنطبق عليها في انسجام تام مع نسق بقية أجزاء القول في الخطبة.