الخطاب السردي في كتاب (عجائب المقدور في نوائب تيمور) لابن عربشاه (المتوفى 854هـ)
الملخص
كتاب (عجائب المقدور) ألّفه ابن عربشاه في سيرة الحاكم المغولي الغازي تيمور، في زمن تأخّر عن زمن الحكاية، وفي مكان مباين لأماكنها، مع أن المؤلف قد عايش بعض فصولها، وقد اختار أن يقص حكاية متغايرة، متوجها إلى مروي له غير معلن، بل هو ضمني، والأقرب أن خصال المروي له يتمثّلها صاحبُ الديوان في القاهرة، ومنظورُ المؤلف -وإن توافق مع المنظورين العثماني والمملوكي في ذم تيمور- فقد استعان بمنظور مغولي، وفي كتاب (عجائب المقدور) ضروبُ الحركات السردية: وهي الحذفُ، والإجمالُ -وكلٌّ منهما يسهم في تسريع السرد- والوقفةُ، والمشهد، وفي (عجائب المقدور) استباقٌ في العتبات وفي المنامات، واسترجاعٌ داخليّ برانيّ، واسترجاعٌ داخليّ جوانيّ تكراري، ويعقد الثلبُ والبديعُ مسافةً بين الحكاية والمروي له؛ بما يلحّان عليه من مذامّ، وما يتكثّران به من أسجاع ونحوها، والمؤلف التزم ما تقره أدبيةُ عصره، واتخذ ما يتقبّله متلقيه، لكن مِن أدبيات العصور ونصوصها ما له حظٌّ وافر من السيرورة، ومنها ما لم يتجاوزْ حقبتَه.