تخييل الحلم في السرود القصيرة: منامات سردية لحسن النعمي أنموذجًا
الملخص
ظهر توظيف الأحلام في النصوص السردية الحديثة على اختلاف أنواعها ضمن أبعاد تخييلية متنوعة؛ إذ يعتمد السرد بناء الحلم بوصفه تقنية سردية تدعم التقنيات السردية الأخرى، وقامت نصوص سردية أخرى كاملة على تجربة الحلم المتخيلة، وقد تعتمد أحلامًا واقعية كما يصرح مؤلفوها؛ مما يمنحها هوية فنية مستقلة ( فن سرد المنامات) الذي يقف بين الفنون السردية الحديثة: الرواية، القصة القصيرة، القصة القصيرة جدًا في بنيتها التخييلية، والحلم في فضائيه الواقعي والتخييلي.
وقد اختار البحث الاشتغال على تجربة حديثة لهذا الفن (منامات سردية) للكاتب والناقد السعودي حسن النعمي؛ إذ يذهب إلى الكشف عن تشكلات المنامات في هذه السرود القصيرة، وكيف انفتحت على البعدين: الواقعي والتخييلي، كما يركز عليها بوصفها حكايات قصيرة ذات نمط سردي يتميز بخصائص لغوية وبصرية ودلالية وثقافية ذات ارتباط بالعوالم النفسية والاجتماعية التي تؤثر وتتأثر بطبيعة الأحلام نفسها.
واتجه البحث إلى توظيف السيميائية بالنظر إلى الطبيعة الرمزية للأحلام والعلاقة بين الدوال ومدلولاتها إضافة إلى طبيعتها التخييلية الرمزية بعد الكتابة. وقد خلص إلى أن هذه التجربة الكتابية تكونت بين عالمي الكتابة الورقية والرقمية وتأثرت بمعالمهما، كما تشكلت بين الحلم الموازي للواقع والقصة القصيرة جدًا وأجناس أخرى ببعدها التخييلي؛ مما شكل ثنائيات أخرى: النص والنص الموازي، وقد حققت هذه الثنائية انسجامًا وتماسكًا نصيًا إضافة إلى التآلف الدلالي، الرائي والراوي؛ مما شكل تنوعًا لحضور الذات بين الذات الحالمة (الرائي) والذات الفنية(الراوي) والذات الأدبية(الشخصية) والذات الناقدة التي تتحكم في مسارات الكتابة. وكانت ثنائية الواقع والتخييل مرتكزًا مهمًا للمنامات باستنادها على ثلاثة روافد مهمة: مادة الحلم نفسه/ الموازي للواقع، تلقي الرائي لحلمه وتفسيره وتهيئته للكتابة، تخييل الحلم وتحويله إلى قالب سردي.