اعتراضات ابن جمعة الموصلي في شرحه للكافية على ابن الحاجب
الملخص
اعتراضات ابن جمعة الموصلي في شرحه للكافية على ابن الحاجب
(عرضٌ ومناقشةٌ)
محمد بن إبراهيم بن صالح المرشد
أستاذ مساعد بكلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعيّة
جامعة القصيم
(قدم للنشر 9/5/1428هـ؛ وقبل للنشر 13/9/1429هـ)
ملخص البحث. يعدّ كتاب (الكافية) لابن الحاجب من المتون النحوية المميّزة التي تسابق العلماء على شرحها. وكان ممن ساهم في هذا المجال عبد العزيز بن جمعة الموصلي الّذي اشتهر من خلال كتابه (شرح ألفيّة ابن معطي)، إلاّ أنّه بعد خروج كتابه (شرح كافية ابن الحاجب)، وبعد قراءتي لهذا الشرح وإمعاني النظر في مواقفه فيه وخصوصاً من المصنّف لفت انتباهي ما فيه من اعتداد ظاهر، وحضور متميّز، وبعدٍ عن التقليد، بل حرص على الاجتهاد، والابتكار وهو حضور- فيما يبدو لي- أظهر من حضوره في كتابه (شرح ألفيّة ابن معطي)، إذ جعل فيه عصارة فكره، وكشف عن عقلية فذّة، واعتداد بالفكر، وسعة في الاطّلاع.تجلّت في كثرة مناقشاته، وجرأته في الطرح، فكان يصف هذا بالضعف، وذلك بالفساد أو البطلان قارناً حكمه بالدليل والتعليل. كلُّ ذلك حفّزني على اختياره.
لذا رأيت أن أسلّط الضوء على مواقفه من صاحب المتن، فعرضتها مرتَّبَةً حسب ورودِها في الشرح، ووضعتُ عنواناً للمسألة محط الدراسة. وجعلتها أصلاً تنطلق منه.
ووازنت بين موقفه ومن تابعه أو سبقه إليه والمواقف الأخرى من الرأي نفسه، وذلك بعرض الحجج النقلية والعقلية كالمسموع عن الفصحاء، والقياس والتعليل، وما يتصل بذلك من أمور تعين على الترجيح كالمعنى وموافقته له، وأحكام الكلام وجريانه على قواعد العرب في كلامهم، وتتبعتُ الاعتراض تتبعاً تاريخياً يكشف مدى إفادة المتأخرين من المتقدمين.وناقشت الأصول التي احْتكم إليها في ردوده. وحاولت الوقوف على أبرز السمات في اعتراضاته. وبيان مدى موضوعيته في كثير من جوانب تفكيره في تطبيقاته وأصوله .
كما قمتُ بما يحتاجه ما يرد في هذا البحث من عزو، وتخَريج، وتوثيق للآراء والأقوال بردِّها إلى مصادرها الأصيلة ما لم يتعذّر وجودها، وضبط ما يحتاج إلى ضبط.
وأَتْبعتُ ذلك بخاتمة ضَمَّنْتُها خلاصة البحث، ويليها فهارس فنية تعين القارئ على الوصول إلى بغيته.
فأرجو أن أكون قد وفقت في عرض ومناقشة اعتراضات ابن جمعة على ابن الحاجب في شرحه لـ(كافيته)، وإبراز عِلْمه،والوفاء بحقّه.