القصدية واللاقصدية في الفكر الأصولي
الملخص
القصدية واللاقصدية في الفكر الأصولي
قراءة في دلالات الخطاب التكليفي
علاء إسماعيل الحمزاوي
أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية وآدابـها
في جامعتي المنيا والقصيم
(قدم للنشر 16/9/1429هـ؛ وقبل للنشر 7/3/1430هـ)
ملخص البحث. يشتمل البحث على مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة ثم ثبت بالمراجع، وركزت المقدمة على سبب اختيار الموضوع، وهو كثرة حديث الأصوليين عن (القصـد) في خطاب الشارع، وبينما تناول المبحث الأول منهج الأصوليين في تحليل الخطاب الديني تناول المبحث الثاني بالتحليل مصطلحات "القصدية" و"اللاقصدية" و"الخطاب" من حيث البنية والدلالة، في حين تناول المبحث الثالث مفهوم "القصدية واللاقصدية" عند الأصوليين، أما المبحث الرابع فتناول أنواع الدلالة عندهم.
وخلص البحث إلى أن "الخطاب" و"النص" مصطلحان مترادفان، يغني استعمال أحدهما عن الآخر، فالقرآن تلقاه النبي e خطابا منطوقا، وتلقته الأمة من بعدُ نصا مكتوبا، كما انتهى إلى أن الأصوليين نظروا للخطاب القرآني على أنه نص عربي، يعامل معاملة كلام العرب، وأن معرفة العربية تُعِين على تفقّـه مراد الشارع، وأن منهجهم في التحليل منهج موضوعي يعتمد على السياق والنظرة الشمولية للنص، ففهم النص يتم وفق السياق الذي ورد فيه، ولا يمكن تفسيره بمعزل عنه، وإذا جرّد اللفظ من السياق لا يعد جزءا من اللغة، وهذا يعطيهم سبقا على نظرية السياق الإنجليزية، كما لهم سبقٌ في مصطلحاتهم اللغوية، فـ(الوضع والاستعمال) عندهما يقابلان (اللغة والكلام) عند دي سوسير و(الكفاية اللغوية والأداء) عند تشومسكي و(الدلالة والتخاطب) عند البرجماتيين.
وأن الفهم السليم للنص لا يقاس بفهم معاني الجمل فحسب، بل بالإدراك السليم لمراد المتكلم منه، فسماع الألفاظ دون معرفة قصد المتكلم لا يدل على شيء؛ لأن الألفاظ لم تُقصَد لذواتها.
والقصدية أبرز ملامح النظرية البرجماتية اللغوية التي تفرّق بين ما يقال وما يقصد من الخطاب، وهي من قبلُ مصطلح أصولي، اعتمدوا عليه كثيرا في استنباط الأحكام التشريعية، وقد عبّروا عنه بمصطلحات (دلالة العبارة ودلالة النص ودلالة الاقتضاء ودلالة المنطوق الصريح ودلالة مفهوم الموافقة).
أما "اللاقصدية" فمصطلح مستحدث من الباحث، ووردت صيغته عند القدماء مثل (اللافرسية واللامعقول)، وهو في الفكر الأصولي ما يشير إليه الخطاب من دلالات لم يُسَق إليها، وعبروا عنه بـ(دلالة الإشارة، والمنطوق غير الصريح ومفهوم المخالفة)، و(القصدية) و(اللاقصدية) تقابلان عند المحدثين (الدلالة المركزية) و(الدلالة الهامشية).