مشكلة تحديد وقتي العشاء والفجر في المناطق الجغرافية المتطرفة مكانيًّا
الملخص
مشكلة تحديد وقتي العشاء والفجر في المناطق الجغرافية المتطرفة مكانيًّا
"دراسة في الجغرافية الفلكية"
د. عبدالله عبدالرحمن المسند
أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، المملكة العربية السعودية
(قُدم للنشر في 14/6/1432هـ، وقبل للنشر في 16/7/1432هـ)
ملخص البحث. تواجه المناطق الجغرافية ذات الموقع الفلكي المتطرف والتي تقع فوق درجة عرض خمسين شمال وجنوب خط الاستواء مشكلة في تحديد وقتي صلاة العشاء والفجر، وذلك في فصل الصيف عندما يطول النهار ويقصر الليل، حيث تظهر فيها مشكلة اتصال الشفقين (شفق الغروب وشفق الشروق) واتصال وقتي المغرب بالفجر، وانعدام العلامة الفلكية الشرعية المحددة لدخول وقت صلاتي العشاء والفجر.
ولهذا وقع المسلمون هناك في حرج ومشقة وخلاف، واجتهادات في تحديد وقت دخول الوقت الشرعي لصلاتي العشاء والفجر وفقاً للأمارات الفلكية الشرعية التي حددها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وانسحب هذا أيضاً على وقت بدء الإمساك للصائمين.
وتأتي هذه الدراسة لتطرح آلية علمية فقهية عملية، في حالة انعدام علامة وقت العشاء، أو تأخرها بصورة تشق على المصلين، وتكون الآلية تلك منسجمة مع معطيات وتوجيهات الشريعة في التأكيد على أهمية أداء الصلاة في وقتها، ومتناغمة في الوقت نفسه مع سماحة الشارع الحكيم، خاصة مع وجود المشقة، كما يناقش البحث بعض الحلول الفقهية المطروحة والمشهورة والمبنية على التقدير، حيث يكشف البحث ضعفها العلمي، وصعوبة تطبيقها العملي.
وخلص البحث إلى أهمية الاعتماد على العلامة الشرعية الفلكية، والمتمثلة بغروب الشفق الأحمر طالما كان الشفق يغرب في أي وقت من الليل التزاماً بالنص الشرعي، وليس لأحد أن يجتهد في تقدير وقت الصلاة بداية ونهاية مع وجود العلامة الفلكية الشرعية التي وردت في الحديث، ولكن عندما يغرب الشفق الأحمر في وقت متأخر، ويشق على المسلمين الانتظار، أو إن لم يغرب الشفق الأحمر، واتصل الشفقان (شفق الغروب بشفق الشروق) يصار إلى الجمع ما بين المغرب والعشاء؛ لوجود المشقة ورفعاً للحرج في الأولى، ولانعدام الوقت في الثانية. والله أعلم.