معركة بانوكبيرن
الملخص
معركة بانوكبيرن
عام 1314م
د. فاطمة عبد اللطيف الشناوى
الاستاذ المشارك بجامعتى القصيم وحلوان
(قُدم للنشر في 25/7/1432هـ، وقبل للنشر في 19/11/1432هـ)
ملخص البحث. معركة بانوكبيرن 1314م كانت من أهم معارك تاريخ أوروبا في العصور الوسطي، ولا سيما في القرن الرابع عشر الميلادي؛ لما ترتب على تلك المعركة من نتائج بالغة الأهمية. وما لها من دور في سير الأحداث في المنطقة. وترجع بوادر هذا الصدام حينما انتهت السلالة المباشرة للبيت المالك في اسكتلندا عام 1290م، وعندئذ تدخل "إدوارد الأول" ملك إنجلترا (1272 – 1307) م في مسألة اختيار وريث للعرش وأوفد إليها بعثة لهذا الغرض. وقد اختارت هذه البعثة "حنا باليول" ملكا على اسكتلندا الذي سرعان ما قدم فروض الولاء والتبعية لملك انجلترا. ولكن عندما حاول "إدوارد الأول" أن يجعل سيادته على اسكتلندا فعلياً، بالتدخل في شئونها، عارضه "حنا باليول" وأنكر حق المحاكم الإنجليزية في استئناف الأحكام التى أصدرتها المحاكم الاسكتلندية. ثم اتخذ "حنا باليول" موقفاً عدائياً صريحاً من ملك انجلترا فخالف "فيليب الرابع" ملك فرنسا ضد "إدوارد الأول"، ولكن الأخير غزا اسكتلندا وقبض على "حنا باليول"، وأقام حكومة موالية له. على أن الاسكتلنديين لم يستسلموا، فانتهزوا فرصة وجود إدوارد الأول في فلاندرز سنة 1297م وثاروا تحت زعامة "وليم والاس" وهزموا جيشاً إنجليزياً عند "جسر سترلنج"، وعندئذ عاد إليهم "إدوارد الأول"- بعد أن عقد صلحاً مع فيليب الرابع ملك فرنسا – وهزمهم في "فالكيرك" وأخضع اسكتلندا وأعدم والاس. وقد ثارت اسكتلندا مرة أخرى تحت زعامة "روبرت بروس" ولكن "إدوارد الأول" توفي سنة 1307م وهو يستعد لإخماد الثورة. ثم تولى عرش إنجلترا بعد ذلك "إدوارد الثاني" (1307 - 1327)م، وفي ذلك الوقت كان "روبرت بروس" قد طرد الإنجليز تقريبا من اسكتلندا، مما جعل "إدوارد الثاني" يتجه على رأس جيش كبير إلي اسكتلندا لإخماد ثورتها، ولكنه على الرغم من أن الاسكتلنديين كانوا أقل عدداً من الإنجليز، لكنهم كانوا جيشاً جسوراً؛ تحت قيادة رجلاً محنكا استقر بقواته عند تل منخفض يرتبط بغدير صغير يسمى "بانوكبيرن"، وحفر خندقاً أمام الخطوط الاسكتلندية وتمت تغطيته بسياج ضعيفة، وأرسل الإنجليز الرماة في مقدمة سلاح الفرسان، مما أدى لسقوط عدد كبير منهم داخل الخندق وتمكنت التروس والرماح الاسكتلندية من كسر هجوم كل الذين تجنبوا تلك العراقيل. وتقدم الاسكتلنديون بكل قوة حتى أن الإنجليز لم يتعافوا من الفوضى التي سادت وزجت بهم إلى كارثة، وقد انسحب الإنجليز وانتهت المعركة التي كان لها العديد من النتائج أهمها استقلال اسكتلندا، وعزوف إنجلترا عن محاولة السيطرة عليها مرة أخرى، لأنها أيقنت أن الشعب الاسكتلندي شديد المراس ولا يمكن النيل منه. وبدأت إنجلترا في توجيه قوتها العسكرية اتجاه فرنسا، بل ترتب على تلك المعركة ضعف مركز الملك الإنجليزي بين شعبه مما دفع البرلمان الإنجليزي لمحاكمته والحكم عليه بالإعدام.