ابن قتيبة ومنتقدوه
الملخص
ابن قتيبة ومنتقدوه
د. مختار الغوث
أستاذ مشارك، قسم اللغة العربية
كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة طيبة، المدينة المنورة
ملخص البحث. درس هذا البحث آراء النقاد ومؤرخي النقد العربي، فيما عرض له ابن قتيبة من قضايا، في مقدمة "الشعر والشعراء"، فبيَّن ما شابها من سوء الفهم، وما ترتب على سوء الفهم من الغض من عمله، وإنزاله دون منزلته. وبيَّن أن مردَّ ذلك إلى خطئهم في فهم مراده باللفظ والمعنى، والطبع والتكلف. والمعنى، عنده وعند غيره من النقاد القدامى، هو: ما يدخل اللفظَ من صور بديعة، وما يُقصد به من فِكَر غريبة، أما اللفظ، فيعني صياغة النص، وما تكون عليه من جودة البناء والتأليف. وقد سوى ابن قتيبة بين اللفظ والمعنى، ولم يفضِّل أحدَهما عن الآخر، كما ادَّعى منتقدوه، وقال إن جودة الشعر تكون على قدر جودتهما. أما الطبع، عنده، فيكون صفة للشاعر، ويعني استعدادا فطريا، تترتب عليه القدرة على قول الشعر، ويكون صفة للشعر، ويعني روحا بريئا من التعمل، يُكسب القبول. والتكلف عكس الطبع، وهو نوعان: سلبي، ونسبَه إلى الشعر، وتظهر آثاره في الضرورات والضعف، وقلة تلاحم النص، وإيجابي، ونسبه إلى الشعراء، وسماه التثقيف. والطبع، عنده، لا يستوجب الإجادة، كما لا يستوجب التكلفُ الضعفَ. وعيب الشعر المتكلف -عنده- ما يفتقر إليه من روح الطبع. ودرسَ البحث شواهد ابن قتيبة، فبين صحة فهمه لها، وصواب حكمه في أكثرها، وخطأ من خالفه، وخطأ ما رتبوا على فهمهم من أحكام. وكانت غاية ذلك بيان أنهم لم يصيبوا فيما نسبوا إليه من الخطأ في التطبيق والتمثيل. ثم خلص إلى أن ابن قتيبة كان واحدا من رواد النقد العربي الذين استوعبوا ما سبقهم من جهود الرواة والعلماء بالشعر، وكانت مقدمته أول تأليف، حاول الخروج بالنقد من الأحكام الجزئية المقتصرة على البيت والبيتين ونحوهما، إلى القضايا الكلية، والقواعد العامة التي تصدق على الشعر كله. وكان امرأ ذا شخصية مميزة، ولم يكن مجرد جمَّاع لما سُبق إليه، وإن استفاد منه، كما يستفيد المتأخر من المتقدم.