التّناصّ بين الرؤية والتّطبيق؛ مرثيّة المعرّيّ الإنسانيّة أنموذجاً

التّناصّ بين الرؤية والتّطبيق؛ مرثيّة المعرّيّ الإنسانيّة أنموذجاً

د. إبراهيم مصطفى الدّهون

كلية العلوم الإدارية والإنسانيّة- جامعة الجوف

ملخص البحث. تهدف هذه الدِّراسة إلى كشف رؤية أبي العلاء المعري للموت ومساهمته في بناء الصّورة الشّعريّة المعبّرة عن تلك الرؤية، وقد تبين للباحث أنَّ للتناصّ أثراً ملحوظاً في الولوج إلى أعماق النّصّ الشِّعري؛ لأنّه كفيل بأن يسبر دلالاته الظاهرة والخفية.

وذهب الباحثُ لأجل ذلك إلى مناقشة مفهوم التّناصّ وتحديد دلالاته في النّقد الحديث، للوصول إلى تعريف محدد جلي يتجنب كثيراً من العيوب، ليكون متكئاً ينطلق منه الدَّارس إلى سبر أغوار العمل الإبداعي، وعوناً على فهم أسراره الفنّيّة، وكشف مكامن الجمال فيه.

لذا، ستحاول هذه الدِّراسة أنْ تتلمس رؤية المعري تجاه الوجود، من خلال قصيدته الهمزية، متوسلةً بالتّناصّ واسترجاع النّصوصّ الغائبة من خلال قدرتها على التّعبير عن تلكم الرؤية، وتتبع التّفاعل الخلاّق ما بين المعري والنّصّ الغائب.

ومن هنا، قامت هذه الدِّراسة على محورين أساسين، هما:

أولاً: محور نظري يرصد مفهوم التّناصّ وفاعليته في تحليل النّصوصّ الأدبيّة، انطلاقاً من مفاهيم وتحديدات ومسلمات نقاد الغرب والعرب المعاصرين.

ثانياً: محور إجرائي يحاول قراءة همزية المعري بغية الكشف عن مرجعياتها الثّقافيّة، ومضمراتها النّسقيّة، ونصوصها الغائبة، التي تشكّل بدورها فاعليّة إشاريّة في تجلية أبعاد النّصّ الحاضر الدِّلاليّة.