نحو اطار دلالي مفاهيمي تأصيلي
الملخص
نحو اطار دلالي مفاهيمي تأصيلي
د. مدينة حسين، و د. علي حقار
جامعة القصيم
ملخص الدراسة. حظي موضوع ذوي الاحتياجات الخاصة مؤخراً بقدر كبير من البحث والاهتمام من قبل الباحثين الغربيين وذلك من منطلق الفلسفات الغربية التي أثرت المناهج، وطورت النظريات وتوجت بمسارات لتخصصات متعددة بالجامعات والمعاهد العليا في أغلب دول العالم، وكما هو معتاد في المجتمعات الإسلامية تم استيراد تلك الفلسفات في مختلف فروع العلم بما فيها مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، وحيث أن طرح وتناول القضايا والمشكلات في التصور الاسلامي مختلف عن العلوم الوضعية. وانطلاقاَ من هذه المسلمة فإنه قد آن الأوان للمجتمع الاسلامي أن يستمد غاياته وأهدافه ومادته ووسائله للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عقيدته وإرثه الحضاري. لذلك هدفت الدراسة إلى إيجاد نظرة تأصيلية مستنبطة من ثنايا آيات القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرته والتابعين لتشكيل إطارٍ مفاهيميٍ لمجال ذوي الاحتياجات الخاصة، وإبراز تفرد معاني ومفردات القيم الاسلامية عن قيم الحضارة الغربية من خلال البحث عن أصول وجذور إسلامية خالصة للقيم والأخلاق في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. ولتحقيق ذلك استخدمت الدراسة المنهج الوصفي الاستنباطي من خلال ثلاثة عناصر أساسية ركزت عليها الدراسة وهي: الباحث المسلم في هذا المجال، الإرث المتوفر المتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم إيجاد تركيبة متوازنة تجمع بين معطيات التراث الإسلامي والنظريات والمناهج الغربية. وتم اختبار الفروض المطروحة وتوصلت الدراسة الى أن وجود أسس رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بمسمياتها التي أوردتها هذه الدراسة طي كتابها كان أسبق زماناً وأعمق فكراً وأبلغ بياناً وأوثق فعلاً في كثير من تفاصيل حياة المجتمع الإسلامي وتضمنتها فلسفة الحكم في الإسلام قولاً وعملاً بالثقافة الاسلامية وآدابها. وأن أسس معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة في الفكر الإسلامي المعاصر هي ليست قضية مقلدة، أو مستنسخة من الفكر الغربي بل متجذرة في الإرث الإسلامي، كما حاولت الدراسة لفت انتباه التربويين وأساتذة الجامعات في تخصصات العلوم الانسانية عموماً وتخصصي الخدمة الاجتماعية والتربية الخاصة على وجه الخصوص عند توصيفهم البرامج وتخطيط الموضوعات الاهتمام بالنظرة التأصيلية لهذا المجال وكذلك على التربويين القائمين بوضع المناهج يجب إيجاد تركيبة متوازنة تجمع بين معطيات التراث الاسلامي والنظريات الغربية بما لا يفقد ولا يشوه الإطار الدلالي المفاهيمي الاسلامي معناه ومدلوله في الفهم والشرح والقدرة على التفسير العلمي للظواهر والمتغيرات التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة واختتمت الدراسة بعدد من التوصيات.