الكثرة والشيوع في شواهد النحو العربي بين منهج النظر ومنهج التطبيق
الملخص
الكثرة والشيوع في شواهد النحو العربي بين منهج النظر ومنهج التطبيق
دراسة نقدية
د. طارق محمود محمد محمود
أستاذ مساعد ـ قسم اللغة العربية
جامعة حائل ـ المملكة العربية السعودية
ملخص البحث. فموضوع هذا البحث دراسة ضابط الكثرة والشيوع في العرف النحوي تنظيرا وتطبيقا، وما ترتب عليه من قواعد حاكمة على استعمال أهل اللغة ونطقهم جد مهم في ميدان الدرس النحوي، إذ يتعلق موضوع هذا البحث بمسألة أصولية لها أثرها العميق في صنيع النحاة وما بني على هذا الصنيع من أصول، وما ترتب عليه من قواعد ملزمة تتمثل في إجازة استعمال ما أو منعه.
يدور هذا البحث حول الشاهد النحوي وما تأصل حوله من ضوابط وحدود جامعة مانعة تحكم على الشاهد المستخدم في تقعيدٍ ما استدلالا أو احتجاجا، وهو ما يمثل في قناعة الباحث منهجا نظريا مكتملا في الحكم على ما يصح الاحتجاج به أو لا يصح، فما وافق هذه الضوابط والحدود الجامعة فهو الشاهد المقبول المحتج به، وما خالف هذه الضوابط والحدود فهو شاهد مهدر مردودٌ ما أتى به من استعمال.
أما منهجية التطبيق فهي طريقة النحاة في تنزيل هذه الضوابط والقواعد الجامعة على الشواهد المستخدمة في الاحتجاج للقواعد التي يستنبطونها من كلام العرب.
والمشكلة التي يحاول الباحث دراستها في هذه الأوراق فتتمثل في الإجابة على سؤال طالما ألح على خاطري في أثناء معايشتي الدائمة لكتب قواعد النحو وأصوله، هذا السؤال هو: هل أجرى النحاة هذه الضوابط والأصول على الشواهد التي احتجوا بها في كتبهم، أو أنهم اعتنوا بالتنظير دون عناية كافية بتطبيق ذلك ؟
هذا التساؤل دفع الباحث إلى دراسة هذه الضوابط في كتب أصول النحو دراسة متأنية فاحصة بقراءة جامعة لكل ما وقع بين يدي من كتابات في هذه الضوابط والحدود، ثم استخلاص ما نص عليه الأصوليون منها، ثم تنزيل هذه الأصول على الشواهد المحتج بها في كتب الأصول للخروج بنتيجة وحكم على صنيع النحاة وما ألزموا به الناطقين والدارسين للعربي.