تناص الألم: حضور الأندلس في شعر محمود درويش(*)
الملخص
تناص الألم: حضور الأندلس في شعر محمود درويش(*)
د. عبير محمد أبوزيد
الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية، كلية العلوم والآداب بريدة، جامعة القصيم
ملخص البحث. إن غرض هذه الدراسة هو قراءة تشكلات الأندلس وما توحي به من غياب مر، في نصوص درويش وخاصة ديوان ( أحد عشر كوكبا)، ولقد وقع اختياري لهذا الديوان على وجه الخصوص لسبب مهم وهو أن تيمة الأندلس في هذا الديوان لا تكشف عن وجودها بشكل مباشر وصريح، بل تلعب ذهنية الشاعر باقتدار في اللعب بالأندلس ودلالتها على جدلي: الخفاء والتجلي، مما يجعل للبحث قيمة مهمة ليس في إبراز موضوع الأندلس إلى بنية كامنة –إن صح التعبير- تتجلى عبر موضوعات أخرى، وكأنها بكل حمولات الغياب فيها غدا محركا لسواها من موضوعات وبنى.
ولذا سيكون تناول البحث هو الانتقال بين الأندلس الظاهرة البادية على السطح، والأندلس الكامنة المختفية والمستترة في غيرها من الموضوعات.
لعله من نافلة القول إن كل بحث يطرح منهجه الذي سيتعامل به مع النصوص، وشعر شاعر في درجة محمود درويش ثري بدرجة لا تضاهى مما يجعل من مقولة المنهج المتبع تثير جدلية حادة بين صلاحية كل منهج للعطاء بتأثير من شاعرية درويش العالية، وفي الوقت ذاته كل منهج عاجز وحده على قراءة شعر درويش، وبما أن البحث يتعامل مع موضوع الأندلس وتجليه على بعدي: الوضوح الظاهر، والخفاء الكامن، وبما أن الأندلس معطى جمعي وليس طرح درويش لها من باب رؤيته الخاصة، بل هي امتياح من معين الجمعي العربي، لذا سيكون منهج البحث هو مزج بين النقد الثقافي، وكل من البنيوية والأسلوبية؛ وبالطبع سيعمل البحث بهذه المناهج في شكل مزج وليس إفراد جزء لكل منهج ليعمل من خلاله.
فدرويش غير مستطيع الانفلات من أسر ثقافته، بل –كما أشار البحث- يقدمها درويش برباط عاطفي، فإن المنهج التاريخي في تحليل الظواهر وهو يعد واحدا من المناهج التي نتوسل بها في البحث، على أن النص الأدبي هو ما سوف نعالج من خلاله رؤيتين، لذا فإن المنهج النصي المعتمد على الأبنية اللغوية للنص وطرائق مي الخطاب يعد منهجا معاونا، على أن ظاهرة التراث وعلاقة العربي بتراثه هي علاقة ثقافية في الأساس، ومن هنا فإن المنهج الحاكم للتاريخية سيكون المنهج الثقافي في نقد الشعر ؛ ولذا سنجمع ثلاثة مناهج في بحث واحد وسوف يظل البحث مفتوحا على منهج بعينه في توفي الدقة والموضوعية، ونشير بشيء من الإيجاز إلى المنهج النفسي والمنهج الوصفي حيث إننا ما دمنا قلنا قراءة ثقافية، فإن رؤى الثقافة لا يتحكم فيها منهجا واحدا.
(*) بحث مدعوم من عمادة البحث العلمي بجامعة القصيم