المقامات وإشكالية التجنيس الحديث
الملخص
المقامات وإشكالية التجنيس الحديث
"المقامة الموصلية لبديع الزمان الهمذاني أنموذجاً"
د. محمد خليل الخلايلة
أستاذ الأدب القديم والنقد المشارك بالجامعة الهاشمية
الزرقاء، الأردن
ملخص البحث. يسعى هذا البحث إلى توضيح فرادة النص المقامي، بوصفه نصاً مختلفا ومتميزا عن غيره من الأجناس الأدبية المعروفة في زمنه، وقد لفت الانتباه وجود غير جنس أدبي يسجل عبوراً واضحاً في المقامات، من مثل، وحكمة، وشعر، ومشاهد تقوم على مسرحة الحدث، يتبين فيها الفعل الدرامي بشكل واضح، من هنا كان الاختيار لنص من نصوص المقامات التي أنشأها بديع الزمان الهمذاني، وقد وقع الاختيار على (المقامة الموصلية) لتكون نموذجاً يصلح للتحليل والتطبيق، يتتبع حركية الأجناس التي ظهرت فيها، بعد التنظير لعملية التجنيس وأثرها في النصوص الأدبية، وقد تبين أن الاتكاء على الأجناس الأدبية التي أفادت منها المقامة كان اتكاءً واعياً، ولم يكن عبثيا، وقد أسهم هذا التداخل، مع مكونات أخرى، للمقامة في إنجاز جنس أدبي عرفه العرب وتميزوا به. ولهذا عمد البحث إلى المحاور المفصلية التي تتبع مسألة المكونات الأساسية للمقامة، وأساليبها والطرائق التي اتبعتها لتعطيها خصوصية تتميز بها عما عداها من الأجناس. وتبين البحث أن ما تحتضنه المقامة من مكونات وأساليب كان بمثابة الإرهاصات الأولى للقصة والمسرح وما إلى ذلك من أجناس جرى تداولها في الأدب العربي.
يبقى هذا البحث محاولة في دراسة النصوص الأدبية الكلاسيكية بطرائق تتناسب والدرس النقدي الحديث آملين أن تتبع هذا المنحى أبحاث أخرى في محاولة لإعادة قراءة تراثنا الأدبي لتتناسب والعصر الذي نعيش فيه.