حجاجيّة المناظرات الأدبيّة
الملخص
حجاجيّة المناظرات الأدبيّة
(المناظرة بين السّيف والقلم) لابن نباتة المصريّ أنموذجا "مقاربة أسلوبية"
د. عبدالرحمن بن أحمد السّبت
الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية بكلية التربية بالمجمعة، جامعة المجمعة
ملخّص البحث. يعدّ الحجاج من أهمّ النظريات التي أخذت حيّزا كبيراً في الدّراسات التداولية والأسلوبية في العصر الحديث، وقد جاءت البدايات من خلال بعض الدّراسات القديمة في الأدبيْن الغربي والعربي، إلّا أنّ تأصيل هذه النظرية تجلّى في العصر الحديث.
وقد اشتملت هذه الدّراسة على جزءين: جزء نظري، وآخر تطبيقيّ، وذلك بدراسة الحجاج من خلال المناظرات، وقد كانت مناظرة السّيف والقلم لابن نباتة المصريّ (686ه- 768ه) الأنموذج المختار للدراسة.
وقد تحدّثت عن الحجاج من خلال مفهوم المصطلح وتطوّره في الأدب الغربي، وكذلك في التّراث العربي الإسلامي، وأبرز الأعلام التي كان لها أثرٌ في هذا التطوّر في كلا الأدبين، وكذلك إضاءة عن فنّ المناظرة من حيثُ مفهومُها، وأنواعُها، وأركانُها، وشروطُها، وحجاجيتُها.
كما أبانت الدِّراسة الحديث عن المدوّنة، وهي: المناظرة بين السيف والقلم لابن نباتة المصريّ وركّزت على عنوان المناظرة بصفته منطلقا حجاجيا، ثم جوّدت النّظر في الإستراتيجيات الحجاجية في المناظرة الأدبية، وقد جعلتها في صنفين كبيرين:
الأوّل: الحجاج المتّصل بالمضمون من خلال حجاجيّة الشّاهد الدّيني: القرآن الكريم، والحديث الشّريف، والشّاهد الأدبي، والمثل، وحجاجيّة القيمة.
والآخر: الحجاج المتّصل بالشّكل من خلال الإستراتيجيات البلاغيّة المتمثّلة في حجاجيّة الصّورة، والتضادّ، والجناس، والسّجع، والإستراتيجيات الأسلوبيّة ابتداءً بحجاجية التّكرار، والاستفهام، والتّعجب، والنّفي، والقسم، والنّداء، والتّضعيف، والقصر، والضّمائر، والحوار، والتّوكيد، والرّبط، وانتهاءً بالإستراتيجيات المعتمدة على بنية التناقض والتّهكم والمفارقة.
ثم كان الحديث عن غاية الحجاج، والمآل الذي انتهت إليه المناظرة بين السّيف والقلم.