Abstract
صيغة المبالغة: "فـُعَلة"
دراسة صرفيّة دلاليّة
د. عبد العزيز صافي الجيل
الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربيّة وآدابها
كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعيّة -جامعة القصيم
ملخص بحث. عرض البحث لصيغة "فُعَلَة" في العربية، فبين أنها تأتي اسْمَ ذاتٍ، وصفة يستوي فيها المذكّر والمؤنّث، ومصدرا على قلّة، وجمعا من جموع الكثرة باطّراد. وخصّ صيغة المبالغة "فُعَلَة" بالدراسة، فتتبّع الألفاظ الواردة عليها، ووقف على عدد غير قليل منها، فرتّبها، واستخرج معانيها من كتب اللغة والمعاجم. وأثبت اطراد دلالتها على التكثير والمبالغة في الحدث، كما حاول الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بها:
فانتهى البحث إلى أنّ "فُعَلَة" من صيغ المبالغة، وإن كان أكثر العلماء لم يعدّوها من صيغ المبالغة المشهورة. وأظهر أنّ تلك الصيغ على كثرتها لا يغني بعضها عن بعض؛ لأنّ كلّ صيغة منها لها دلالتها الخاصّة بها. كما حاول معرفة الأسباب التي جعلت الصرفيّين يستبعدون صيغة"فُعَلَة"من تلك الصيغ المشهورة.
ولقد تبيّن من خلال البحث أنّ صيغة"فُعَلَة" تؤخذ من الفعل الثلاثيّ كثيرا، وقد تؤخذ من الاسم على قلّة. وأنّ العلماء مختلفون في أمر القياس على هذه الصيغة بين الجواز والمنع، وترجّح للباحث القول بقياسيّتها؛ لكثرة ما ورد عليها من ألفاظ، كما ذهب إلى ذلك مجمع اللغة العربيّة في القاهرة.
ومن خلال استقراء السياقات التي وردت فيها هذه الصيغة، وجد الباحث أنّها تستعمل للدلالة على الذمّ والقدح كثيرا، وأنّها لم تستعمل في المدح إلا نادرا. كما وجد أنّ دلالتها على التكثير مطّردة، وأنّها تدلّ مثل سائر صيغ المبالغة المشهورة، على المبالغة في الفاعل. وأنّ بعض ألفاظ تلك الصيغة، سمع فيها أيضا"فُعْلَة"بسكون العين، وهي تدلّ على التكثير والمبالغة في المفعول. ولكنّ هذه الدلالة ليست مطّردة؛ لأنّ هناك ألفاظاً كثيرة سمع فيها"فُعَلَة"بفتح العين، ولم يسمع فيها"فُعْلَة"بسكونها؛ فرأى الباحث قصر ما ورد من ذلك على السماع، وعدم قياسيّتها في الدلالة على هذا المعنى.
والله الموفق.