أبنية التَّضاد في شعر عنترة بن شداد
Abstract
أبنية التَّضاد في شعر عنترة بن شداد
د. السيد عبد السميع حسونة
الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية وآدابها - جامعة القصيم، وكلية دار العلوم - مصر - جامعة المنيا
Payan20091@ hotmail.com
(قُدم للنشر في 16/10/1431هـ، وقبل للنشر في 4/2/1432هـ)
ملخص البحث. يتناول هذا البحث أبنية التضاد في شعر عنترة بن شداد، وقد جاءت علي مستويات خمسة:
المستوى الأول: التضاد اللغوي البسيط(المباشر):
المستوى الثاني: التضاد التركيبي:
المستوي الثالث: التضاد الامتزاجي:
المستوى الرابع: التضاد الموقفي:
المستوى الخامس: التضاد الأسلوبي(السياقي):
والغرض من هذه الدراسة تحليل هذه المستويات للكشف عن فاعلية التضاد على مستوى الشعرية عامة، فما التضاد إلا خصيصة توهج الكلمة لتضفي على النص شعرية خالصة.
ومن خلال استعراضنا لمستويات التضاد في شعر عنترة نستطيع أن نقرر في شيء من الاطمئنان:
أنه ليس من العسير على الناظر في شعر عنترة،- ولو نظراً سريعاً- أن يستخلص أن التضاد من أساليب مستويات الكلام الرئيسة في مباني أشعاره ومعانيها، ولكن طرافة التضاد عند عنترة ليست في وفرة استخدامها وكثرة أطرادها فحسب ،وإنما في تنوعها وعمقها، وإحكام عناصرها ومساهمتها في شعرية القصيد.
ولعل من أسباب شيوع هذه الظاهرة في شعر عنترة أنها نشأت عن حالة الشاعر النفسية ذات الأحاسيس الغامضة المبهمة، التي تتعانق فيها المشاعر المتضادة وتتفاعل، أو أنها راجعة إلى إفادة الشاعر من واقع تجربته الحياتية التي جمعت بين التناقضات النابعة من وجدانه المأساوي الحزين.
أظهر البحث أن التضاد أحد المثيرات الأسلوبية التي سخرها عنترة في بنائية النص لإثارة وعي المتلقي، وتحفيزه إلى البحث عن تلك المعاني التي تقف خلف النص وتجسد رؤيته وهمومه وآلامه.
أكد البحث أن المقابلة بين الأفكار والصور، ضرورة فنية وبنية فكرية لجأ إليها عنترة لمعالجة المتناقض من أفكاره وصور حياته، ولبيان موقف أو جلاء فكرة، أو إحداث احتمالات جديدة وخلقها.
وأثبت البحث أن عنترة كان على وعي بقيمة هذه الظاهرة – التضاد - ووظيفتها الفنية ودلالاتها النفسية ،وقد عمد بحكم إدراكه قيمة هذه الظاهرة الفنية والوعي بدورها في إثراء النص الشعري بتوظيفها على مستوى (الكلمة والجملة والبيت والقصيدة) بصورة بارزة أو ضمنية تفهم من سياق الأبيات التي تشتمل عليها.
وغاية ما يمكن أن يقال في ملخص هذا البحث- من وجهة نظرنا- أن الكبت ومركب النقص كانا عاملين من العوامل التي ساعدت على تأجج بُنى التضاد في شعر عنترة إذ حاول الشاعر تعويض هذه العقد (النسب – اللون- العبودية) بأفعاله وشمائله وشجاعته ومناقبه التي حولت النقص إلى عظمة ومجد وتعال، من خلال نفاذه إلى سر روعة الصناعة الشعرية عبر مستويات التضاد المختلفة، حتى صعد الذرى وأصبح حديثاً يُروى وقصة تُحكى وأسطورة تُقرأ وملحمة يُتغنى بها.