أعمال حكام المغول الخيرية في الحرمين الشريفين
Abstract
أعمال حكام المغول الخيرية في الحرمين الشريفين
خلال القرنين الثامن والتاسع الهجريين / الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين
أ. د. عبدالعزيز بن راشد السنيدي
قسم التاريخ ـ جامعة القصيم
ملخص البحث. نجحت القوات المغولية في إخضاع مشرق الدولة الإسلامية والعراق لحكمها بعد القضاء على الخلافة العباسية وإقامة دولة مغولية عرفت باسم دولة الإيلخانيين سنة 656هـ/1258م، ومنذ عهد الحاكم الإيلخاني أحمد تكودار (681 ـ 683هـ/1282 ـ 1284م) دخلت دولة المغول الإيلخانيين مرحلة جديدة، بعد أن أعلن هذا الحاكم الدخول في الإسلام، ثم توطد ذلك بعد تولى غازان بن أرغون السلطة
(694 ـ 703هـ/1295 ـ 1304م)، والذي حرص على جذب أكبر عدد ممكن من المغول للدين الإسلامي ، وجعل الدين الإسلامي الدين الرسمي لدولته. وبذلك أصبحت الدولة المغولية الإيلخانية قوة تدافع عن الإسلام، وتسعى إلى نشره. كما تطلع حكامها إلى تقديم الخدمة لبلاد الحرمين الشريفين، تعبيراً عن صدق انتمائهم لهذا الدين، ورغبة في إرضاء أتباعهم من المسلمين، وسعياً لتغيير صورة المغول الوحشية التي ظهروا عليها خلال هجومهم على الدولة الإسلامية. وسوف تقتصر الدراسة على الدول المغولية التي كان لحكامها وأتباعهم مشاركات خيرية واضحة في بلاد الحرمين الشريفين، مثل الدولة الإيلخانية والدولة الجلائرية والدولة التيمورية. كما سيشمل البحث جهود الدولة المظفرية وأتباعها، نظراً لأن حكامها خضعوا فترة من الزمن للدولة المغولية الإيلخانية.
الجدير بالذكر أن هذه الأعمال الخيرية تمثلت في تقديم الهبات والهدايا لأشراف الحرمين وسكانهما والمجاورين فيهما، وإقامة عدد من المشاريع الخيرية والإصلاحية في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة والطرق المؤدية إليهما.