ضم الطائف ومكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز من خلال مراسلاته
Abstract
ضم الطائف ومكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز من خلال مراسلاته
د. مخلد بن قبل رابح الحريِّص
أستاذ التاريخ الحديث المساعد بقسم التاريخ
كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية، جامعة القصيم
ملخص البحث. شهدت العلاقات بين الملك عبدالعزيز والشريف الحسين بن علي تطورات أدت إلى مصادمات عسكرية بين الطرفين، فبعد معركة تربة عام 1337هـ/1919م التي انتصرت فيها قوات الملك عبدالعزيز، أصبح الطريق مفتوحاً أمام قوات الملك عبدالعزيز لضم الحجاز، لكن الحنكة السياسية فرضت على الملك عبدالعزيز تأجيل ذلك عدة سنوات حتى تكون الظروف أكثر ملائمة لخطوة مهمة كتلك.
وبعد المعركة أقدم الحسين على أعمال متعنتة ضد أتباع الملك عبدالعزيز ومن ذلك منعه حجاج منطقة نجد من أداء فريضة الحج، ومعاقبة بعض القبائل الحجازية الموالية للملك عبدالعزيز بالتضييق عليهم اقتصاديا، ولم يغفل الملك عبدالعزيز ذلك بل منع أتباعه من التعامل التجاري مع الحجاز، كما جرت بعض المصادمات بين قوات الملك عبدالعزيز بقيادة فيصل الدويش وقوات العراق وشرق الأردن في المناطق الحدودية، ولم ينجح الإنجليز في مؤتمر المحمرة ثم العقير في إنهاء المناوشات الحدودية، ثم عقد مؤتمر الكويت ولكنه لم يحقق أهدافه بسبب الموقف المتصلب الذي انتهجه الشريف الحسين، مما أدى إلى زيادة الخصومة بين الطرفين، ثم جاء إعلان الشريف نفسه خليفة للمسلمين، وحينما عقد الملك عبدالعزيز مؤتمر الرياض واجتمع بزعماء قواته اتفقوا على ضرورة تخليص الحجاز من حكم الأشراف، وأرسل الملك قوة إلى الحدود مع العراق وشرق الأردن لمنع وصول الإمدادات من أبناء الحسين إليه.
تحركت قوات الملك عبدالعزيز (الإخوان) وتمكنت من هزيمة قوات الحسين عام 1343هـ/1924م في الحوية ثم في الطائف بعد معركة حامية الوطيس، ثم في الهدا بعد وصول إمدادات الحسين إلى قواته، وقد كان لهذه الانتصارات نتائج مهمة منها تنازل الحسين عن الحكم لابنه علي بعد قرار أعيان الحجاز، ثم تقدمت قوات الملك عبدالعزيز ودخلت مكة المكرمة بعد خروج علي بن الحسين منها وتحصنه في جدة.