تطور إفراد الخصائص النبوية بالتصنيف في القرنين السادس والسابع الهجريين

Abstract

تطور إفراد الخصائص النبوية بالتصنيف في القرنين السادس والسابع الهجريين


 


د. عبدالعزيز بن سليمان المقبل


جامعة القصيم


 


ملخص البحث. إن إفراد الكتابة في الخصائص بتصنيف مستقل لم يكن معروفًا قبل القرن السادس الهجري، وكان العلماء يُضمّنونها في تخصصات أخرى، وكل من تطرّق إلى بداية إفراد الخصائص بالتصنيف من الباحثين المتأخرين عدّوا ابن دحية الكلبي (ت 633هـ) أول من أفردها بالكتابة، في حين اتضح أنه سُبِق من علماء آخرين، ويُعدُّ أهل السُّنة أول من أفردها بالتصنيف، وما ورد من كتب لبعض الشيعة عن الخصائص، تبيّن أنها لا علاقة لها بالخصائص النبوية، أو أنها مصنفات غير مفردة.


واتضح أن إفراد الخصائص بالتصنيف كان في بدايات القرن السادس، ولعل من أسباب هذا التأخر، ربطها في البداية ببعض أبواب الفقه فيما يخصّ الرسول r من تشريعات، وكذا علاقتها بالدلائل والمعجزات من بعض الوجوه، وقد يكون من أسباب تطورها في القرن السادس، تركيز المصنفات في القرنين الرابع والخامس على الدلائل والمعجزات والشمائل؛ مما ولّد تفريع الخصائص من هذه الأنواع بعد أن كانت الخصائص مقترنة بها. وقد تبيّن أن الفكرة السائدة بأن أول من أفرد التصنيف بالخصائص إما ابن الجوزي، أو ابن دحية، أو ابن الملقن غير صحيحة، وإنما كان السابق في هذا الباب هو ابن سبع السبتي.


وقد اتضح إبداع المسلمين العلمي في مجال السيرة النبوية، إذ رأيناهم يفردون الخصائص بالتصنيف بعد أن كانت مندرجة في أنواع أخرى، وهناك خيط رفيع بين الدلائل، والشمائل، والفضائل، والخصائص، وأن التمييز بينها بالتصنيف يدلُّ على عمق فهم علماء المسلمين ونضج عقولهم، ثم رأيناهم قسّموا الخصائص وفرّعوها وجعلوها أنواعًا؛ الأمر الذي  جعل الكتابة في السيرة النبوية في تطور مستمر، وإنه يتحتّم في هذا العصر مواصلة المسيرة في الكتابة في مجال السيرة بما يتوافق مع حاجات الواقع ومتطلباته، بدلًا من اجترار الأعمال العلمية وتكرارها.


وقد يكون التيار الصوفي من أسباب التركيز على إيراد الخصائص التي تُبرز عظمة الرسول r، تفاعلًا مع هذا التيار حتى ولو لم يكن العالِم منتظمًا بضلالات الصوفية وطوامهم، كما أنه في المقابل احتاج المتوسطون في باب الاعتقاد بالرسول r أن يكتبوا مصنفات يُركِّزون فيها على ما صحّ عندهم من الأحاديث في باب الخصائص


وكان المغاربة أصحاب السبق في إفراد الخصائص بالتصنيف، وفي الوقت نفسه تساوت أعداد مصنفاتهم في هذا الباب مع أعداد مصنفات المشارقة خلال فترة البحث، كما اشترك أصحاب المذاهب الأربعة في الكتابة في الخصائص.

Copyright and license info is not available
Copyright and license info is not available
Author biographies is not available.