خروج الملك عبدالعزيز برفقة أسرته من نجد وأثره في صقل موهبته السياسية والعسكرية
Abstract
خروج الملك عبدالعزيز برفقة أسرته من نجد وأثره في صقل موهبته السياسية والعسكرية
1308- 1319هـ/ 1891 – 1902م
محمد بن عبدالرحمن السلامة
ملخص البحث. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، ، ،
شهدت الفترة المتأخرة من الدولة السعودية الثانية فتناً واضطرابات داخلية تمثلت بالنزاع الذي نشب بين عبد الله وسعود ابني الإمام فيصل بن تركي بعد وفاة والدهما عام 1282هـ/1865م، حيث دارت بينهما حروب متتابعة أضعفت سلطة الدولة وقوّضت أركانها وأدى ذلك النزاع السياسي العسكري داخل أسرة آل سعود إلى ظهور قوى سياسية كانت تتحين الفرصة بفارغ الصبر لفرض سيطرتها على بلاد نجد ومنها : الدولة العثمانية وإمارة آل رشيد في حائل التي كانت آخذة في التوسع على حساب الدولة السعودية الثانية، لذا فقد تناول البحث هذه الفترة التي ولد فيها الملك عبدالعزيز وأثرها في نشأته حيث كانت النزاعات والانقسامات داخل أسرته مما أدى إلى ضعف الدولة السعودية الثانية وبالتالي نهايتها وكان من نتائج ذلك أن اضطر إلى أن يخرج الملك عبدالعزيز برفقه والده وأسرته من منطقة نجد منتقلين في الصحراء باحثين عن ملجأ لهم، وقد أفادته تلك المرحلة حيث ساهمت بشكل كبير في صقل موهبته السياسية والعسكرية حيث قام خلال تلك المرحلة التي امتدت من عام 1308-1319هـ/1891-1902م، بالعديد من الأدوار السياسية والعسكرية حيث قام بالعديد من السفارات إلى بعض الحكام والقادة حاملاً رسالة والده إليهم لإيجاد ملجأ لأسرته، فأثر ذلك في تكوين شخصيته واختبرت مواهبه وقدراته العقلية، كما خاض في تلك المرحلة العديد من التجارب الصعبة وعلى الرغم مما صاحب تلك التجارب من آلام إلا أنها تعد من الروافد التي أثرت في نشأته وأسهمت بشكل كبير في صقل شخصيته وموهبته السياسية، فقد تنقل برفقة أسرته في الصحراء وكابد معهم عناء العيش، فساهم ذلك في تدربه على شظف العيش والصبر على المكاره وتقلبات الزمن وطبائع الناس، كما عايش صراعات القبائل في الصحراء التي تنقل فيها وتعرف عن قرب على قسوة حياة البادية وخُبر أعرافهم وعاداتهم القديمة في شؤون المرعى ومصادر المياه وعادات الضيافة وهذا بدوره أسهم في مهارة تعامله مع رجال البادية ومن ثم كسب تأييدهم في المستقبل، وعلى الرغم مما أكتسبه من تجارب وخبرات في تلك المرحلة إلا أن فترة إقامته بالكويت تمثل مرحلة غاية في الأهمية حيث نضخ فيها فكره السياسي ونهل من الخبرات السياسية الكثير نتيجة لعدة عوامل ساهمت بشكل فعال في ذلك من أهمها : علاقته بحاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح وحضوره مجالسه ومقابلة العديد من وفود الدول العالمية الكبرى التي كانت تتسابق للحصول على امتيازات سياسية واقتصادية في الكويت، فقد اطلع على شؤون السياسة العالمية واستفاد من تعامل الشيخ مبارك مع تلك الوفود فتبلورت مفاهيمه السياسية وصقلت خبراته.
كانت مرحلة خروج الملك عبدالعزيز برفقة أسرته من نجد حتى عودته إليها مدرسة من المدارس السياسية والعسكرية التي تعلم فيها الملك عبد العزيز، ليبدأ بعدها تطبيق ما تعلمه واكتسبه فيها من خبرات ساهمت بشكل كبير في خدمة مسيرته لتوحيد البلاد بعد استعادته للرياض عام 1319هـ/1902م.