متابعة وتوجيه الملك عبدالعزيز لرجاله وقادته في مرحلة التأسيس
Abstract
متابعة وتوجيه الملك عبدالعزيز لرجاله وقادته في مرحلة التأسيس
دراسة في نماذج مختارة من رسائله
د. مخلد بن قبل رابح الحريِّص
أستاذ التاريخ الحديث المساعد بقسم التاريخ ، كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية ، جامعة القصيم
ملخص البحث. كان لشخصية الملك عبدالعزيز أثرها الواضح في اختيار رجاله وقادته، فقد تمتع ببعد نظره، إضافة إلى حكمته وحنكته السياسية، وبذلك تمكن من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كل ذلك يضاف إلى تدينه والتزامه بالشريعة الإسلامية عقيدة وعملا، وعلى هذا الأساس كان دائم التواصل مع رجاله ويحثهم على ذلك، كما كان يوصيهم بحسن معاملة الرعية، وقد طبق ذلك بنفسه وأمر به رجاله، فحثهم على العدل واللين واللطف مع الناس، وأكد على ضرورة محاسبتهم لمن يتجاوز من رجالهم مع الرعية.
واهتم أيضا بتوجيه رجاله ومتابعتهم في مسألة الزكاة، وبين لهم آلية استلامها، وحقوق الفقراء فيها، وجاء في رسائله أيضا متابعته الدقيقة لتحركات رجاله وقادته الحربية، مرسلا تعليماته إليهم، إضافة إلى كل ما يحتاجونه من مال ومؤن، وكان يعلن انتصارات رجاله في مجالسه، ويبعث بتفاصيل نجاحاتهم إلى القادة الآخرين، لإشراكهم في النجاح، ورفعا لمعنوياتهم.
ومن ذلك أيضا اهتمامه بما يحتاجه رجاله من راحة، فقد كان يأذن لهم بأخذ الإجازات، إضافة إلى منحهم الثقة في اختيار أمراء النواحي التابعة لهم، كما برع في أسلوب الربط الإداري، وتجاوزه إلى توحيد قيادات القبائل وخاصة في أوقات الحروب.
ومن رسائله أيضا ما كانت تحمل توجيهات وإرشادات دينية، فقد كان يذكرهم باستمرار بأن لا يركنوا إلى قوتهم، وإنما إلى الله فالنصر من عنده سبحانه، كما لم تخل رسائله من حمد الله والثناء عليه، وسؤاله إدامة نعمه، ورفع شأن الإسلام والمسلمين.