التوظيف التكاملي للتقنيات الجيومكانية والكربون المشع في دراسة التغيرات الجيومورفولوجية والغطاء النباتي بحوض وادي الفُوِيلقْ بمنطقة القصيم
Abstract
التوظيف التكاملي للتقنيات الجيومكانية والكربون المشع
في دراسة التغيرات الجيومورفولوجية
والغطاء النباتي بحوض وادي الفُوِيلقْ بمنطقة القصيم
د. أحمد بن عبدالله الدغيري1، و أ. أمل حميد الجدعاني2
1 أستاذ مشارك بجامعة القصيم
2 محاضرة بجامعة الملك عبدالعزيز
ملخص البحث. تشكل الأحواض الصحراوية المُغلقة مَلاَذاً للاستقرار البشري في الصحراء السُعودية. فقد استغلها الإنسان مُنذ القدم ، وتمركز حول مجاري أوديتها وامتهن زراعتها. ويعتبر حوض وادي الفُوِيلقْ أحد هذه الأحواض الصحراوية المغلقة التي شهدت تغيرًا بيئيا واضحا خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد التطور الذي شهدته المملكة العربية السعودية في كافة النواحي المعاشية.
وقد مكن اِسْتِخْدامُ تقنيات التحليل العمري و تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية التي تعني بدراسة وتتبع التغيرات المكانية للأغطية الأرضية المختلفة بحوض الوادي خلال الماضي القديم (الهُولُوسِين) وحتى الزمن المُعاش من رصد عدد من التغيرات البيئية المختلفة.
وقد قادت نتائج الدراسة إلى تمييز فترات رطوبة مر بها الحوض تمتد من 9450 إلى 12270 سنة لعصرالهُولُوسِين نتج عنها كثافة نباتية وجريان غزير للأودية بسبب ارتفاع معدلات التهطالات. وبحلول الجفاف الذي عمّ القصيم خلال أواسط الهُولُوسِين أخذ وادي الفُوِيلقْ شكله الحالي ( الدغيري2012).
ومن جهة أخرى رصدت الدراسة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2000 م و 2015 م ، تغيراً وزيادة واضحة في الإرسابات النهرية ، الأوشحة الرملية و الكثبان الرملية تعزى بالدرجة إلى دور الرياح وزيادة النمو الحضري وزيادة الأغطية النباتية، كما أن المساحات الزراعية ازدادت بشكل لافت مع ازدياد حاجة السكان لزراعة المحاصيل المختلفة كالشعير والقمح والبرسيم والرودس. وبالمقابل اتضح أن هنالك تقلصاً واضحاً في مساحة النباتات الطبيعية والتي اقتصر انحِسارها على أجزاء صغيرة من حوض وادي الفُوِيلقْ خاصة قرب مجرى الوادي وبين الأراضي الفلاحية. وعلى العكس من ذلك لم ينتب السباخ أي تغير واضح بسبب تركزها في منطقة سطوح انفصال قديمة تساعد على ارِتشاح المياه الجوفية وربما هنالك تأثير من الزراعة المروية في أعالي ووسط الحوض .