مصنفات علماء القرن الرابع الهجري في السيرة النبوية باستثناء كتب الدلائل و الشمائل
Abstract
ملخص البحث. تميَّز القرن الرابع الهجري بالكتابة في ال سيرة الن بوية كمًّا ونوعًا، وإنَّ دراسة المصنفات وتحليلها
ونقدها يُفيد في أمور كثيرة، وقد ا تَّضح من خلال هذا البحث معرفة ضخامة ثروة المسلمين العلمية في مجال العلم
عمومًا، وال تَّاريخ وال س يرة خصوصًا. ومع كثرة المصادر التي وصلت إلينا في ال سيرة، إلا أنَّ ثمَّة مصادر أخرى غيرها لم
تصل إلينا، والن قل عنها فيما وصل إلينا قليل أو معدوم؛ مما يعني أنَّ فيها فوائد وإضافات لو ت العثور عليها. وقد
اشترك في ال تَّصنيف في مجالات ال سيرة في هذا القرن علماء الطوائف والفرق والمذاهب والأقطار، ولم يكن ال تَّصنيف
حكرًا على فئة دون أخرى، كما أنَّ نطاق ال تَّصنيف المكاني قد ا تَّسع، إذ نجده امتد من المشرق إلى أقصى المغرب
الإسلامي.
مع التأكيد على أن السَّ بق والشَّ رف في كثرة ال تَّصنيف في ال سيرة كان لأهل الحديث من أهل ال س نة، وغلب
الط ابع الإسنادي على أغلب المصن فات؛ مما يُضفي عليها قيمة كبيرة وأهمية خاصة. وتبيَّن قلة بضاعة ال شيعة في
كتابة ال سيرة النَّبوية، وما ذكُر من كتبهم فالغالب عليها تركيزهم على معتقدهم الغالي في علي بن أبي طالب
وبنيه.
وقد اُستُحدثت أنماط ومصطلحات جديدة في كتابة ال سيرة، مما يُظهر تف ن ن علماء المسلمين وإبداعهم
المستمر، وكذا تعدَّدت مناهج المصنفين وأساليبهم، كما اختلفت قيمة هذه المص نَّفات، فبعضها يُع د من المصادر
الأصلية، في حين أن كتبًا أخرى تقل أهميتها تبعًا لقيمة المعلومات الواردة فيها، أو لقلة وزن مصنفيها، إما جرحًا
ونقدًا، أو بسبب ال تَّوجهات العقدية والفكرية، أو بجميع ما سبق.