تداخل الأنواع في شعر "ابن خفاجة الأندلسي
Abstract
ملخص البحث. إن الشاعر الحاذق الماهر هو الذي يفتح نصه على مساحات كثيرة من الإبداع؛ ليكفل لنصه
الخلود، ويشعرك أنك تقرؤه في كل مرة، كأنها أول مرة؛ وذلك لأن هناك توالدًا في الأفكار، وتداخلًً في الفنون
داخل نص منفتح، لا يعترف بأطر تحده، ولا يعرف سوى الإبداع؛ وهذا يجعله مادة خصبة لعدد من الدراسات
التي مهما تكثر؛ تبقى خطوطها متوازية، لا تلتقي عند حد في فهم النص، والكشف عن جمالياته، ولا أخال "ابن
خفاجة" إلا أحد هؤلاء الشعراء الذين أحالوا الشعر إلى دائرة، تتشكل ملًمحها في قصائدهم، وتنداح منها دوائر
فنون أخرى، تتداخل معها.
ومن ث م قسم ت البح ث إلى: مقدمة، وخمسة مباحث، وخاتمة؛ جمعت فيها بين الجانبين: التنظيري،
والتطبيقي، ووقع اختياري على "المنهج الوصفي" فهو من أنسب المناهج التي تصلح لدراسة مثل هذا الموضوع؛
ناقشت من خلًله أهم القضايا التي تثيرها ظاهرة تداخل الأنواع في قصيدة "وصف جبل" لابن خفاجة
الأندلسي"، وكشفت عن هذا التداخل، وأكدت تلك العلًقة الوثيقة بين الفن الشعري، والفنون الأخرى؛ مثل:
)الفنون الأدبية القولية(؛ وتتمثل في: "أدب الوعظ"، و"أدب الرحلًت"، و"فنون السرد"، و "فن المسرح"،
و)الفنون التمثيلية(؛ وتتمثل في: "التصوير السينمائي"، و"المونتاج"، و"السيناريو والحوار"، و"التمثيل"، و"الماكياج
"،و"الديكور"، وكذلك)الفنون التشكيلية(؛ بالإضافة إلى)الفنون الموسيقية(.
ويعد هذا البحث محاولة جادة في تحليل النصوص الأدبية القديمة، وفق المناهج النقدية الحديثة؛ وذلك
يسهم في تشكيل معالم الشعر القديم، ويمثل منطلقًا لتقويمه، وطرحه طرحًا جديدًا، يخضع للقراءة المتأنية التي تمزج
بين الماضي والحاضر؛ وذلك انطلًقًا مما يسمى بتأسيس التنوع الثقافي، وغيرها من القيم التي تؤصل للتكامل بين
أنواع المعارف والفنون.