مظاهر التَّشدُّد النحوي عند الكوفيين في بابي المعرب والمبني والنكرة والمعرفة
الملخص
المدرسة الكوفية هي القطب الثاني للدرس النحوي في تاريخ الفكر الإسلامي، حيث سايرت المدرسة البصرية منذ الطور الثاني من أطوار النحو وهو طور النشوء والنمو، وسجل التاريخ لها إسهامات مؤثرة في التأليف والتقعيد والتدريس وكل مظاهر الاستقلالية العلمية والكينونة المذهبية، فهو مذهب مكتمل الأركان، له آراؤه العلمية الخاصة التي استمدها من مصادر السماع والقياس كما هو منهج البصريين مع اختلاف بينهما في تقديم أحد هذين الأصلين على الآخر.
ومع هذا الحضور البارز لهذه المدرسة في تاريخ الفكر النحوي إلا أنها لقيت نقداً شديداً من الدارسين قديماً وحديثاً من عدة زوايا، من أبرزها وسمها بأنها مذهب يقوم على التساهل والتسامح في الاستعمال اللغوي، وعدم الضبط التقعيدي المطرد.
وتأتي هذه الدراسة بعد التتبع والتحليل الدقيق في المطولات النحوية لتبطل هذه النظرية المتداولة عبر القرون، ولم تسلّم بها على إطلاقها، بل أثبتت مظاهر للتشدد والتضييق لدى الكوفيين في المسائل النحوية في بابي المعرب والمبني والنكرة والمعرفة ويتبعها بقية الأبواب في دراسات لاحقة بإذن الله .
وهذا التشدد النحوي الكوفي وإن كان لا يقارن كثرة بالتشدد البصري إلا أنه كان حاضراً بشكل ينفي عنهم التساهل المطلق .
وقد عرض الباحث مسائل التشدد النحوي الكوفي في الفصل الأول في تسع عشرة مسألة بذل فيها جهداً في التوثيق والتقويم لكل مسألة، ثم أتبعه بدراسة تحليلية لهذه المسائل في الفصل الثاني كاشفاً عن مظاهر التشدد النحوي الكوفي ومنطلقاته، ثم عرض أهم النتائج التي توصل إليها البحث.