تبادل الأسرى بين المسلمين والصليبيين 544-589هـ/1149-1193م
الملخص
تعرض العالم الإسلامي في أواخر القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي إلى هجمة أوروبية شرسة، عُرفت في التاريخ بالحروب الصليبية نتج عنها تكوين كيانات سياسية في بلاد الشام، جاورت الممتلكات الإسلامية. وما بين توسع هذه الكيانات والمقاومة الإسلامية لها، وقع العديد من الأسرى بين الطرفين. وقد تعددت طُرق وأنواع الأسر، فمن أسر ناتج عن العمليات العسكرية المباشرة، إلى أسر بسبب الغارات الخاطفة، والاعتداءات البرية والبحرية. كما تعددت أشكال الفئات المأسورة فمن قادة عسكريين، وجنود، إلى تجَّار، ومسافرين، وحُجاج وعامة الناس. وقد حاول كل طرف من أطراف النزاع استنقاذ أسراه بطرق عدة كان أبرزها تبادل الأسرى الذي وقف وراءه عدة دوافع منها: أهمية الشخصيات المأسورة، والحاجة إلى المال، وحاجة الأطراف المتنازعة إلى خدمات الجنود المأسورين. وقد كانت عمليات التبادل تتم إما أسرى مقابل أسرى، أو بالمال. وكانت تسير هذه العمليات وفقاً لآليات معينة استطاع كل طرف من خلالها إتمام عملية التبادل وإنقاذ أسراه.