معركة البحيرة بين المرابطين والموحدين سنة 524هـ/1130م وأثرها على مسار الدعوة الموحدية
الملخص
قاد محمد بن تومرت بنفسه العمليات الحربية ضد الدولة المرابطية، وكلها جرت في جبال درن المنيعة لم تتخطاها حتى عام 524هـ/1130م، حيث نزلت قوات الموحدين الثائرة إلى سهل مراكش حاضرة المرابطين، قصد الهجوم على المدينة، في ظل قيادة جديدة نصبها ابن تومرت لتأدية المهمة نيابة عنه.
وتعتبر معركة البحيرة التي دارت عند أبواب مراكش، وما كان من انكسار الموحدين فيها، ومقتل عدد من رجالات الصف الأول في حركة ابن تومرت، ثم وفاته هو نفسه بعد ثلاثة أشهر، حدثان فاصلان في مسار الدعوة الموحدية على المستويين السياسي المتعلق بتجاوز النزاعات القبلية، وانتخاب قيادة جديدة، والحفاظ على وحدة الثورة، واستعادة الثقة في مبادئ داعيها وأفكاره العقدية، ثم على المستوى العسكري المتمثل في متابعة الصراع مع الدولة المرابطية، بعد رص الصفوف، وامتصاص أثر الهزيمة في البحيرة.
ولقد كان من الممكن أن تؤدي أزمتي الهزيمة والوفاة إلى تراجع زخم الحركة الموحدية، فتغدو ثورة عابرة لم تخلف أثراً، ولم تغير وضعا، لكن كيف تجاوز الموحدون الأزمتين، وتابعوا مسيرتهم، آخذين العبرة من نكسة البحيرة ؟.