المختارات القصصية في الأدب السعودي: مختارات الكتّاب أنموذجاً

حاولت الدراسة الوقوف على المختارات القصصية للكتَّاب بالحصر والتحليل والمقارنة، بغية التعرف على دوافع إعداد تلك المدونات وأنماطها وخصائصها. حيث تمثلت أبرز دوافعها في الرصد والتوثيق، وترسيخ القصة القصيرة في المشهد المحلي والعربي، والتعريف بأبرز كتابها ونماذجها، والارتقاء بذائقة المتلقي، وتشجيع المواهب، ومعالجة بعض قضايا المجتمع المحلي.

وقد رصد البحث ثلاثين مدونة، ابتدأت منذ مطلع الثمانينات الميلادية، وكان ازدهارها خلال العقدين الأولين من الألفية الجديدة، تناسباً مع التحول الحضاري وازدهار فنون السرد. وقد توزعت بين أنماط أربعة، الأول: مختارات كتاب القصة القصيرة في ثمان مدونات، والثاني: مختارات الدراسات النقدية في أربع مدونات، والثالث: مختارات نسائية، اختصت بالأصوات النسائية فقط، في تسع مدونات، والرابع: مختارات النشر الإلكتروني، المعنية بطباعة نماذج مختارة مما ينشر في المواقع الإلكترونية، في تسع مدونات.

   وقد لوحظ خلو معظم المختارات من المقدمات المعمقة التي توضح طبيعتها ومنهجها وغايتها، واهتمام الباحثين العرب بالمشهد القصصي السعودي وتحولات المجتمع، خصوصاً قضية المرأة. كذلك فقد برزت المختارات النسائية بشكل لافت بوصفها انعكاساً للتحولات الحضارية التي يعيشها المجتمع السعودي لتصل نسبة ثلث المختارات. أما مختارات النشر الإلكتروني فقد حرصت على تقديم الأصوات الجديدة، والبحث عن مساحة أوسع، وتخليد نصوصها في ظل تلاشي كثير من المواقع.

   كما اشتمل البحث جداول إحصائية ورسوم بيانية مقارنة، توضح التسلسل الزمني لظهور المختارات عموماً، وتتابع صدور كل نمط منها، وعدد الكتّاب في كل مدونة، ونسبة الكاتبات فيها؛ بهدف الخروج بنتائج أكثر دقة.