المؤثرات النقدية في شرح الكندي لديوان المتنبي
الملخص
المؤثرات النقدية في شرح الكندي لديوان المتنبي
د. عمر بن عبد العزيز المحمود
الأستاذ المساعد في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي
كلية اللغة العربية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ملخص البحث. ينطلق الناقد في معالَجته للنصوص من أسسٍ يؤمن بِها، وأفكارٍ يعتقدها، ومَخزونٍ فكريٍّ وثقافيٍّ تَجمَّع في ذهنه، وتبلور في عقله، ليُكوِّن في النهاية مَجموعةً من القواعد والمعايير تكون مُحاكمة النصوص الإبداعية وِفقها، وقراءتُها على أساسها، فليس سرَّاً حين نقرِّر أنَّ الناقد عندما يُقارب نصَّاً، ويبغي فحصه، تتحكَّم فيه كثيرٌ من المؤثِّرات التي يكون لَها أثرٌ حاسمٌ في طريقة نقده، وكيفيَّة رؤيته للنص، وبدهيٌّ أن يكون تَحديد الرأي النقديِّ فيه، وماهيَّة الحكم الذي يُصدره عليه، متأثِّراً بتلك العوامل.
وقد كان من الطبعيِّ أن تتأثَّر أحكام أبي اليمن الكندي النقدية بكثيرٍ من هذه العوامل أثناء قيامه بشرح نصوص ديوان أبي الطيب المتنبي، وأن تتغيَّر رؤيته للنص وفق المؤثِّر الذي آمن به، واعتمد عليه، ولا ريب أنَّ هذه المؤثِّرات كانت تقف وراء كثيرٍ من اختلافاته مع غيره من الشُّرَّاح الذين تصدَّوا لِهذا الديوان وسعوا إلى الكشف عن دلالاته.
وستحاول هذه الدراسة أن تقف عند أبرز العوامل التي أثَّرت في مُمارساته النقدية، وكان لَها الأثر الأكبر في توجيه دلالات النصوص، والكلمة الفصل في تَحديد المعنى من وجهة نظره، والدليل الأهمُّ والأوضح على صِحَّة التوجيه الذي ذهب إليه.