الخطاب السياسي للدولة الفاطمية تجاه الزعامات المحلية الشامية المعارضة
الملخص
الخطاب السياسي للدولة الفاطمية تجاه الزعامات المحلية الشامية المعارضة
من خلال رسائل العَميدي (ت سنة 433هـ/1024م)
د. خلود بنت محمد بن عايد الأحمدي
أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد: بجامعة طيبة
ملخص البحث. تهدف هذه الدراسة إلى تلمس ورصد الإفادات التاريخية والمعلومات الوثائقية التي تضمنتها بعض رسائل العَميدي، مما صدر عن بلاط الخليفة الفاطمي، إبان تولي العَميدي لوظائفه الديوانية في مطلع القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي، ووجهت إلى عدد من المتغلبين على الأطراف ببلاد الشام، في محاولة لثنيهم عن الخروج والاستقلال بما في أيديهم، ومعارضة هذه البيانات والإفادات بمصادر تلك الحقبة، مع ما لرسائل العَميدي من مزية المعاصرة والمشاهدة والقرب من هذه الأحداث. ومن ثم توظيفها في دراسة التاريخ.
إن هذه الرسائل الفريدة التي تنشر لأول مرة ولم ترد في أي مصدر آخر تظهر نظرة الدولة الفاطمية إلى حركات الزعماء الشاميين الخارجين على سلطتها، وتبين طريقة تعامل الدولة الفاطمية مع المعارضين لها، وما بذله الخليفة في سبيل ذلك من مراسلة واستمالة وتقرير بالإمارة لبعضهم، والإكرام بالخلع والعطايا والإقطاعات، ثم ما اتخذته الدولة حيالهم بإرسال الحملات العسكرية عندما استفحل أمرهم. كما تتناول هذه الرسائل تاريخاً للأحداث الواقعة في الجناح الشامي من دولة الفاطميين، وما تركته هذه الحروب والوقائع من تدمير للمباني وتهجير للأهالي والسكان وانعدام للأمن وانقطاع للسبل والطرق.
وخلصت الدراسة إلى تقرير أهمية رسائل العَميدي وقيمتها التاريخية، من كونها توفر مادة أولية غاية في الأهمية عن العلاقات السياسية التي جمعت بين خلفاء الفاطميين وبعض زعماء القبائل الشامية، بما يساعد في دراسة التاريخ السياسي والاجتماعي لبلاد الشام في مطلع القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي.