دور الحج في إثراء العلاقات السياسية والاقتصادية
الملخص
دور الحج في إثراء العلاقات السياسية والاقتصادية
بين مكة وبلاد الشام في ظل الدولة العثمانية من خلال حكم آل العظم
د. حياة مناور فرحان الرشيدي
جامعة أم القرى، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
قسم التاريخ والحضارة
ملخص البحث. مما هو مؤكد ومشاهد أن للحج دوراً مؤثراً في حياة المسلمين عامة، والمجتمع المكي خاصة، فقد أثرت رحلة الحج على حياة المكيين وتقاليدهم وعاداتهم، كذلك أثر على الحجيج أنفسهم، فمن خلال تعاملهم مع أهل مكة خاصة من جلسوا منهم لتلقي العلم أو مزاولة التجارة، نراهم قد تأثروا بما في المجتمع المكي من عادات وتقاليد، فنقلوا بعضها إلى مجتمعهم عندما عادوا إليه، وتتناول هذه الدراسة دور الحج في إثراء العلاقات السياسية والاقتصادية بين مكة وبلاد الشام في ظل الدولة العثمانية من خلال حكم آل العظم "1132-1221هـ/1720–1807م"، وتعود أهمية الموضوع في أن الكثير من العلاقات الممتدة بين مكة وبلاد الشام الآن هي امتداد طبيعي لما كان في ذلك العهد، كما يسلط البحث الضوء على مدى تأثر الحجيج الشامي بالمجتمع المكي وكيف ظهر ذلك في مجتمعهم بعد عودتهم من أداء الفريضة. ويشتمل البحث على مقدمة وتمهيد ومبحثين، شملت المقدمة أسباب اختيار الموضوع وأهميته، أما التمهيد فتناول التعريف بأسرة آل العظم، وحكام مكة من الأشراف خلال فترة الدراسة. وجاء المبحث الأول ليظهر دور الحج في إثراء العلاقات السياسية بين مكة وبلاد الشام، أما المبحث الثاني فتناول دور الحج في إثراء العلاقات الاقتصادية بين مكة وبلاد الشام، وقد كشف البحث عن عدة أمور من أهمها أن مكانة مكة الدينية، ومنزلتها في قلوب المسلمين، جعلت حكام الدول العثمانية حريصين على استقرارها سياسيا، وتأمينها، وتأمين طرق الوصول إليها، كذلك كشفت الدراسة على أهمية دمشق بالنسبة للدولة العثمانية، وأن ضمان سلامة الحج ونجاحه، مرهون بالوضع السياسي والأمني بدمشق، لذا عمد العثمانيون على استرضاء أسرة آل العظم، ذات القاعدة المحلية في بلاد الشام، ويسروا لهم أسباب النهوض سياسيا واقتصاديا، كما أكدت الدراسة على دور الحج في توثيق العلاقات السياسية والاقتصادية بين مكة وبلاد الشام فترة الدراسة.