علاقات الشيخ مبارك آل صباح بإمارة آل رشيد
الملخص
علاقات الشيخ مبارك آل صباح بإمارة آل رشيد
1313-1334هـ/1896-1915م
مخلد بن قبل رابح الحريِّص
المحاضر بقسم التاريخ، كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية، جامعة القصيم
(قُدم للنشر في 30/11/1432هـ، وقبل للنشر في 3/1/1433هـ)
ملخص البحث. مرت منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي بأحداث سياسية عكست نوعية العلاقات بين الكيانات السياسية القائمة ، وقد لعبت المصالح السياسية والاقتصادية دوراً كبيراً في توجيه تلك العلاقات ، وعليه فقد شهدت الكويت تغيرات كبيرة بعد تولي الشيخ مبارك الصباح السلطة فيها والذي يعده كثير من المؤرخين مؤسس الكويت الحديثة حيث عمل جاهداً لكي يحافظ على حكمه واستقلال بلاده ، وتصدى لمعارضيه وأبرزهم يوسف البراهيم المدعوم من والي البصرة العثماني .
وخارجياً فقد ساءت علاقته مع محمد بن عبدالله بن رشيد حاكم حائل والذي كان يحكم نجداً في تلك الفترة، واستمرت كذلك في عهد عبدالعزيز بن متعب بن رشيد ، وقد جرت بينهما مناوشات أدت إلى معركة الصريف التي انتصر فيها ابن رشيد على الشيخ مبارك .
وقد كان الشيخ مبارك قد عقد اتفاقية الحماية مع بريطانيا 1316هـ/1899م والتي أثرت كثيراً في علاقته مع الدولة العثمانية وأدت الى دعمها وتشجيعها ابن رشيد على مهاجمة الكويت ، ولكن الشيخ مبارك كان متيقظاً لتلك التحركات فنجده يقدم الدعم العسكري للملك عبدالعزيز الذي كان يعمل على استعادة حكمه من آل رشيد .
إلا أن سياسة الشيخ مبارك العدائية مع آل رشيد بدأت تخف حدتها بعد انتصارات الملك عبدالعزيز على ابن رشيد فقد رأى الشيخ مبارك أن من مصلحته أن يبقى الصراع قائماً بين الطرفين في نجد ، لذا قام بمصالحة عبدالعزيز بن متعب بن رشيد 1324هـ/1906م، واستمرت علاقته حسنة مع آل رشيد بعد عبدالعزيز بن متعب واخذ يحثهم على محاربة الملك عبدالعزيز وفي نفس الوقت لم تنقطع مساعداته للملك عبدالعزيز الذي انكشفت له أعمال الشيخ مبارك فأخذ يحتاط للأمر كثيراً ولم يشعره بذلك، واستمر الشيخ مبارك على هذه السياسة حتى توفي في 1334هـ/1915م، وقد اتبع هذه السياسة لأنه يرى بأنه مادام توازن القوى في نجد قائماً فإن بلاده ستكون في مأمن ولن تكون تحت تهديد أي من هذه القوى.