هجاء الذات في العصر العباسي: دراسة في البواعث والدلالات
الملخص
هجاء الذات في العصر العباسي: دراسة في البواعث والدلالات
د. إبراهيم بن محمد أبانمي
أستاذ مساعد، قسم الأدب،كلية اللغة العربية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ملخص البحث. إن المتتبع للسيرورة التاريخية للأغراض الشعرية يجدها تتفاعل مع التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وسيجد في نصوص تلك الأغراض دلالات ثقافية عميقة لا تنبئ بتلك التطورات فحسب، بل بأسبابها ومولّداتها، وبارتباطها بالفضاءات الأخرى، ومن تلك الأغراض غرضا: الفخر والهجاء. والمشتهر فيهما أن غرض الفخر يقوله الشاعر في ذاته الفردية أو الجماعية ولا يقوله في غيره، وبخاصة خصومه، أما غرض الهجاء فيقوله الشاعر في خصومه ولا يقوله في ذاته الفردية أو الجماعية، وإن من العجيب أن توجد في العصر العباسي نصوصُ هجاءٍ مقولةٌ في الذات! مناقضة للفخر، وسأسعى في هذا البحث إلى تتبّع ما دوِّن من تلك النصوص وسأفحص مولّداتها، من خلال ربطها بسياقاتها، وبخاصة سياق التكسب بالشعر وعلاقة الشعراء المادحين –وفق المتوقّع- بالمانحين، وما طرأ على ذلك من تطوّرات، وسأتلمّس ما يسعني من دلالات هذه الظاهرة المتعلقة بغرض الهجاء نفسه من حيث فاعليته، ومقامات تلقّيه.