فن الزخارف المعمارية في العصر الأموي
الملخص
فن الزخارف المعمارية في العصر الأموي
د. حصة بنت عبيد صويان الشمري
أستاذ التاريخ والآثار الإسلامية المشارك، قسم التاريخ
جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض
ملخص البحث. لم يكن المجتمع الإسلامي في صدر الإسلام حينئذ مرتعاً خصيباً للفنون الجميلة بأنواعها، فقد كان الغالب على الجماعة الناشئة البساطة والتقشف والبعد عن الترف بكل مظاهره بعداً مبعثه القلب والإيمان بالله والجهاد في سبيل الله، ويظهر ذلك واضحاً في المساجد الأولى التي أنشئت في المدينة والكوفة والبصرة و الفسطاط.
ولما فتح المسلمون بلاد فارس والشام وغيرهما، واختلطوا بأهل هذه البلاد التي فتحوها، استفادوا من خبرتهم وسبقهم في فن العمارة، فعندما تولى معاوية الخلافة سنة 41 هـ / 661م وجعل دمشق عاصمة لها، رأى أن الأمر يتطلب تشييد مساجد لا تقل فخامة عن المعابد الوثنية والكنائس المسيحية، وأن تكون له قصور فاخرة لا تقل روعة عن قصور بيزنطة . وعلى ذلك قامت في الدولة الإسلامية حركة بناء نشطة، فأخذ الحكام المسلمون يقيمون المنشآت العظيمة، تأكيداً لعظمة الإسلام ودعماً لحكمه وحرصاً على أن لا يظهر المسلمون فقراء في عمائرهم بسطاء في مظهرهم، وهم سادة البلاد وحكامها، فكان من السهل استيراد المواد واستقدام العمال والفنيين من مختلف أنحاء الدولة . كما ساعد المعلمون السوريون والروم والفرس في تطبيق أصول العمارة والزخرفة وتطويرها في نطاق المظهر الشرقي.
فاستخدم الأمويون الكثير من الزخارف المعمارية التي كانت معروفة في بلاد الشام قبل الإسلام، كما أنتجوا زخارف معمارية جديدة لم تكن معروفة من قبل. وسنتناول في هذه الدراسة توضيح مفهوم الفن والزخرفة الإسلامية وعناصرها والأساليب المتبعة في تطبيق عناصر الزخارف الإسلامية على العمائر الأموية.