تَمَنْطُقُ النَّحْوِ "بَيْنَ مَدْكُورٍ وجِيرَار ترُوبُوَ"
الملخص
تَمَنْطُقُ النَّحْوِ
"بَيْنَ مَدْكُورٍ وجِيرَار ترُوبُوَ"
د. عبدالعزيز بن أحمد البجادي
قسم اللغة العربية وآدابها، كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية
جامعة القصيم
ملخص البحث. لَيْسَتْ قَضِيَّةُ « تَأَثُّرِ النَّحْوِ بِالمَنْطِقِ » بِالأَمْرِ الجَدِيدِ، لَقَدْ أُلِّفَ فِيهَا عَشَرَاتُ الكِتَابَاتِ مَا بَيْنَ كِتَابٍ، ومَقَالٍ، وفَصْلٍ مِنْ أُطْرُوحَةٍ عِلْمِيَّةٍ، فَلَمْ يَكُنْ إِسْهَامِي فِيهَا لِتَكْثِيرِ المَكْتُوبِ عَنْهَا، أَوْ لِتَكْرَارِ شَيْءٍ مِمَّا سَلَفَ مِنْهَا، ولَكِنِّي رَأَيْتُ أَكْثَرَ مَنْ كَتَبَ عَنْهَا إِمَّا مُفَنِّدًا مُطْلَقًا، وإِمَّا مُؤَيِّدًا مُطْلَقًا، وإِمَّا مُجْتَهِدًا فِي أَنْ يَتَوَسَّطَ، وَهُوَ فِي الحَقِيقَةِ جَامِعٌ بَيْنَ القَوْلَيْنِ، أَوْ مُلَفِّقٌ قَوْلًا ثَالِثًا، ولَمْ أَقِفْ عَلَى مَنْ حَايَدَ بِنِقَاشٍ لِكَلَا القَوْلَيْنِ نِقَاشًا عِلْمِيًّا مُتَنَائِيًا عَنْ كُلِّ مُؤَثِّرٍ، فَرَأَيْتُ أَنْ أُعَارِضَ قَوْلَ المُثْبِتِ بِقَوْلِ النَّافِي، وقَوْلَ النَّافِي بِقَوْلِ المُثْبِتِ، عَلَى بِسَاطٍ عِلْمِيٍّ جَادٍّ، مُنَاقِشًا حُجَّةَ كِلَيْهِمَا، ومُفَتِّشًا فِي جَوَابِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، مُوَظِّفًا فِي ذَلِكَ كُلِّهِ أُصُولَ الجَدَلِ، والتَّجَرُّدَ المَحْضَ، وَفْقَ مَا يُعْرَفُ بِتَحْلِيلِ المَعْرِفَةِ - أَوْ نَظَرِيَّةِ المَعْرِفَةِ - = (الإِبِسْتِمُولُوجِي - Epistemology)، فَاخْتَرْتُ لِطَرَفَيْ النِّزَاعِ أَشْهَرَ اثْنَيْنِ عُرِفَتْ بِهِمَا المَسْأَلَةُ، أَحَدُهُمَا : الدُّكْتُورُ إِبْرَاهِيمُ بَيُّومِي مَدْكُورٌ - لِكَوْنِ رَأْيِهِ فِي إِثْبَاتِ التَّأَثُّرِ خُلَاصَةَ مَا قَالَهُ المُسْتَشْرِقُونَ قَبْلَهُ، إذ سَاقَ ذَلِكَ كُلَّهُ مَسَاقًا وَاحِدًا - والآخَرُ : المُسْتَشْرِقُ الأَلْمَانِيُّ « جِيرَار ترُوبُو » - لِكَوْنِهِ مُمَثِّلًا لِنُفَاةِ التَّأَثُّرِ، مُحْصِيًا لِلْخِلَافِ، مُنَاقِشًا بِنَفَسٍ طَوِيلٍ - وقَدْ أَوْرَدْتُ فِي المَبْحَثِ الأَوَّلِ كُلَّ حُجَجِ مَدْكُورٍ، وأَجْوِبَةَ ترُوبُوَ عَنْهَا، وَوَقَفْتُ مَعَ كُلٍّ مَوْقِفَ تَحْلِيلٍ عِلْمِيٍّ صِرْفٍ، وعَرَضْتُ فِي المَبْحَثِ الثَّانِي سَبْعَةَ أُمُورٍ حَاقَقْتُ بِهَا الطَّرَفَيْنِ .