الوسائل السلمية في علاقة الدولة السعودية الأولى بأشراف مكة المكرمة
الملخص
الوسائل السلمية في علاقة الدولة السعودية الأولى بأشراف مكة المكرمة
د. دلال بنت محمد بن سليمان السعيِّد
جامعة الملك عبد العزيز بجدة
ملخص البحث. تتضمن هذه الدراسة الوسائل السلمية في علاقة دولة حديثة النشأة مع سلطة حاكمة لها بُعد ديني وشرف في النسب وتحكم أرضا مقدسة، مما يجعل التعامل معها يشوبه الحذر قدرا ومكانة من جهة، ومراعاة الوضع الاجتماعي والسياسي من جهة أخرى، واحترام الأرض المقدسة من جهة ثالثة، وهذا هو مجال دراستي المعنونة بـ(الوسائل السلمية في علاقة الدولة السعودية الأولى بأشراف مكة المكرمة)؛ وتكمن أهمية هذا الموضوع في أنه يرصد توجهين متعارضين. فريق يسعى جاهدا الى تعزيز علاقة السلم مستخدما جميع الوسائل الهادية إليه، وفريق آخر يحاول جاهدا التأليب والتهديد، مستخدما التصعيد في العديد من المواقف لعل من أهمها منع الفريق الأول من أداء ركن من أركان الإسلام وهو الحج.
وقد تناولنا في هذا الموضوع الحديث عن موقف أشراف مكة المكرمة من قيام الدولة السعودية الأولى ثم إرسال العلماء من نجد إلى مكة المكرمة لإيضاح حقيقة الدعوة الإصلاحية وما تنادي به بالإضافة إلى ذكر حملات حكام الحجاز ضد الدولة السعودية، وأخيرا ضم مكة المكرمة ودخول القوات السعودية إليها دون قتال.
وقد تم الاعتماد على مصادر أولية من وثائق ومخطوطات ومؤلفات المعاصرين وكذلك بعض المراجع الحديثة ذات الأهمية التاريخية والعلمية، وختاما توصلت الدراسة إلى أن اشراف مكة المكرمة وقفوا موقفا سلبياً من الدولة السعودية الأولى وناصبوها العداء إلى أن أئمة الدولة اتبعوا الوسائل السلمية معهم عن طريق المفاوضات وإرسال وفود العلماء مظهرين حسن النوايا والرغبة في السلم وإقرار الأمن في أطهر بقاع الأرض وأقدسها حيث حرصوا على عدم اللجوء إلى الحرب والقتال متنازلين عن استثمار فرص عديدة سنحت لهم لتحقيق أمنياتهم في أداء فريضة الحج حتى تحقّق لهم ذلك سلماً دون قتال.