محمد حسن عواد
الملخص
محمد حسن عواد
"أسئلة الريادة والإبداع"
د. صالح بن عبدالعزيز المحمود
الأستاذ المساعد في كلية اللغة العربية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ملخص البحث. يعد الشاعر السعودي محمد حسن عواد أحد أهم الأسماء التنويرية في الذاكرة الاجتماعية والثقافية في المملكة العربية السعودية؛ فقد كان ظهوره وبزوغ نجمه الإصلاحي والإبداعي في مرحلة كان المجتمع فيها يحاول النهوض من كبوات عديدة رانت عليه فترة من الزمن، وكان العواد وقتذاك متفتحاً، وشغوفا بالعلم والمعرفة، ومن جهة أخرى كان محباً لمجتمعه، مشفقاً عليه، راغباً في إصلاحه وتنويره بكل ما أوتي من قدرة.
وحين يُذكر محمد حسن عواد تُذكر ريادته وتفرده بين أبناء زمنه، وقدرته الفريدة على الكتابة في سياقات إصلاح المجتمع والنهوض به، ولم يكن غريباً أن يكون العواد اسماً ثابتاً، ورقماً صعباً في كتابات الذين رصدوا الحركة الأدبية والاجتماعية في المملكة، وفي كتابات الذين تحدثوا عن التجديد والإصلاح في المجتمع السعودي قبيل توحيد المملكة وبعده، مستشهدين بكثير من نصوصه التي عكست روحه الإصلاحية.
بيد أن تلك الريادة لا تبدو مستقرة في كنهها وحقيقتها؛ إذ تحاصرها أسئلة متعددة، ينطلق جُلُّها من حقيقة هذه الريادة، وهل هي ريادة إصلاحية اجتماعية، أم هي ريادة أدبية إبداعية، فالعواد مصلح اجتماعي وأديب مبدع، وقد ترك لنا إرثاً كتابياً يؤكد هذا الأمر.
ويجيء هذا البحث محاولاً قراءة مفهوم الريادة الذي استحقه العواد، ومحاولاً أيضاً وضع ذلك المفهوم في سياقه الذي يراه صحيحاً، مستدعياً في سبيل ذلك حججاً وأدلةً من كتابات العواد نفسه، ومحاكماً بعض نصوصه وفق رؤية نقدية ذوقية، والبحث - في مبتدأ الأمر وفي منتهاه - يصدر عن رؤية الباحث، واجتهاده، وقدرته على استثمار الأدلة والأحداث والنصوص؛ ليصل من خلالها إلى ما يراه أقرب للحقيقة.