مصطلح الصورة بين البلاغيين والمفسرين
الملخص
أحاطت بمصطلح الصورة سمتان هما: الاضطراب والغموض، وهما سمتان ترميان عن قوس واحدة، وتنبعان من مصدر واحد هو طبيعة التعدد التي يتميز بها هذا المصطلح، فالتعدد سمة لدلالاته اللغوية، ثم هو سمة العلوم التي اشتركت في دراسته عبر تلك الشبكة المعقدة من التداخلات، ليصبح مجالاً لتعدد الآراء حتى داخل الحقل العلمي الواحد. والنتيجة غموض يلف المصطلح، وصعوبة تُقْعِد الباحث عن تقصي ما به ينجلي الأمر عن بينونة أو إبانة.
وقد ضُبط المصطلح عبر القرون بمقاييس هدف بها أصحابها من رجال التفسير والبلاغة إلى الإمساك بمعاقد الأحكام الصادرة في حق النصوص اللغوية إجمالاً، والمعينة على فهم النص القرآني بوجه خاص، فأصاب منهم من أصاب ونكب عن الصراط منهم من نكب. وقد تقاسمت هؤلاء مناهج ومنطلقات تحكمت في ما أتوه من الصواب والخطأ. فكان هذا البحث محاولة للتأريخ لمصطلح الصورة في البلاغة القرآنية قديماً وحديثاً: كيف وأين وجد المصطلح؟ ما الصلة بين البلاغة والدراسات القرآنية ؟؟ وكيف نظر كل من الطرفين لمفهوم الصورة ؟ وكيف نظرت إليه المناهج المختلفة التي تناولته بالدراسة؟ وأين أخطأ أصحابها ومتبنوها؟ وأين أصابوا؟ وما المنطلقات والعوامل الكامنة وراء الصواب والخطأ ؟ هذا ما سيحاول هذا البحث الإجابة عنه.