Abstract
ملخص البحث. نشأت علوم اللغة العربية لخدمة الكتاب العزيز، فحذت حذو علوم الشريعة في كثير من جوانبها، أكثر ما يلحظ ذلك في علوم الحديث وأصول الفقه، ولم تكن مباحث العقيدة بعيدة عن ذلك فقد كان لها أثرها البين في علوم العربية، يعنينا هنا النحو، فالبحث يتناول الأثر العقدي في جانب المصطلح النحوي وإن كان هذا الأثر شاملا لجوانب أخر كالقياس والتأويل والتعليل ولغة التأليف ومنهجه وغيرها. للعقيدة أثر جلي في المصطلح النحوي، لا نعني هنا المصطلحات المشتركة بين العقيدة والنحو مثل الشرط، والحركة والسكون، والحيز، وغيرها، إنما الذي نرمي إليه هو استخدام النحاة لمصطلحات بعينها حينما يتعلق الأمر بالحق سبحانه، يدعوهم لذلك التحرز من الإتيان بلفظ لا يليق به جل جلاله مما يمكن أن يسمى الورع اللغوي أو التأدب، وذلك مثل اختيارهم العطف على المعنى في مقابل العطف على التوهم، والصلة والمؤكد في مقابل الحرف الزائد في القرآن الكريم، والطالب والمطلوب في مقابل الجار والمجرور، وما لم يسم فاعله في مقابل الفعل المبني للمجهول، وفعل الدعاء في مقابل فعل الأمر، والمنصوب على التعظيم في مقابل المفعول به. خرج البحث بنتائج منها أن النحاة في هذا الأمر على طوائف: منهم من التزم المصطلحات التي تنم عن التورع في القرآن وفي غيره، ومنهم من استخدم هذه المصطلحات فيما يتعلق بالحق سبحانه ورجع إلى المصطلح الآخر إذا تعلق الأمر بغيره وإن كان في القرآن الكريم، وبعضهم تردد في الأمر فتارة يلتزم الورع في القرآن وغيره وتارة يستخدم المصطلح الآخر وإن كان الأمر متعلقا بالقرآن الكريم. كما تبين أن هذا الأمر لم يكن قاصرا على المعربين والذين صنفوا في علوم القرآن فقط بل سار على ذلك النحاة من غير الذين خاضوا في علوم القرآن الكريم.