تسوية المشكلات السياسية والتجارية بين بريطانيا وفرنسا في مسقط 1312-1330هـ/1894-1912م دراسة في الوثائق الإنجليزية والفرنسية
Abstract
لقد هيمنت بريطانيا على مقاليد الأمور في مسقط، ولذا لم تكن لها في هذه الفترة التي تغطيها الدراسة علاقات يمكن أن يطلق عليها علاقات دولية بالإضافة إلى انشغال السلطان بالاضطرابات الداخلية وثورة القبائل، حيث فقد الكثير من سيطرته على بعض المناطق العمانية، وأصبحت سيطرته قاصرة على مسقط، ومطرح وصور وصحار وبعض المناطق الساحلية الأخرى، ولما كانت بريطانيا تعتبر تلك المناطق تدخل في إطار المجال الحيوي الخاص بها، فقد وقفت ضد تدخل القوى الأخرى في هذه المنطقة، وكانت أهم تلك القوى التي تخشاها بريطانيا هي فرنسا، ومن الملاحظ أن علاقة فرنسا بمسقط كانت متشابكة مع بريطانيا بشكل واضح، حيث تحكم العلاقات البريطانية الفرنسية في مسقط من حيث محاولات بسط النفوذ إلى تصريح عام 1278هـ/1862م الذي تعهدت فيه كل من الدولتين باحترام استقلال مسقط وذلك في أعقاب تقسيم الإمبراطورية العمانية بعد وفاة السيد سعيد بن سلطان وفصل زنجبار عن عمان، وبموجب هذا التصريح أصبح مركز فرنسا متكافئاً مع مركز بريطانيا في مسقط وزنجبار، وقد ظلت العلاقات بين الدولتين تتأرجح بين المد والجزر حول مسقط منذ ذلك التاريخ وحتى عام 1309هـ/ 1891م وهو تاريخ عقد بريطانيا معاهدة مع سلطان مسقط وهي إحدى المعاهدات المانعة والتي تميزت بكثرة المواد المقيّدة، وأعقب ذلك تجدد النشاط الفرنسي في المنطقة، حيث احتدم التنافس بين الدولتين ووصل إلى درجة رأت كل من الدولتين خلالها أنه حان الوقت لتسوية المشاكل العالقة بينهما.
واستمر ذلك حتى عام 1330هـ/ 1912م وهو تاريخ توقف تجارة السلاح في مسقط والتي كانت تدعمها فرنسا وذلك نتيجة الإجراءات التي اتخذ السلطان بدعم من بريطانيا والتي على إثرها انتهت المصالح الفرنسية في مسقط وطغى عليها النفوذ البريطاني.