الآثار السياسية والدينية لحملة تيمور لنك على آسيا الصغرى سنة 804هـ/1402م
الملخص
يعنى هذا البحث برصد أهم الآثار السياسية والدينية التي نتجت عن حملة تيمور لنك على آسيا الصغرى وهزيمته لجيش السلطان العثماني بايزيد في شهر ذي الحجة سنة 804هـ/ يوليو ( تموز ) 1402م ومن أهمها:
أن الدولة العثمانية التي كانت قبيل هذه الحملة عبارة عن إمبراطورية واسعة تجزأت إلى إمارات صغيرة، وسعى تيمورلنك بعد انتصاره على السلطان العثماني إلى إعادة إحياء الإمارات التركية التي كان العثمانيون قد استولوا عليها وأنهوا استقلالها عنهم. وذلك مكافأة منه لهؤلاء الأمراء الذين انضموا إليه في حملته، وقاتلوا تحت لوائه في معركته ضد السلطان بايزيد، فأطلق من سجون العثمانيين من كان فيها من أمراء وحكام هذه الولايات، وأعاد بعضهم إلى إماراتهم التي جرّدهم السلطان بايزيد منهـا.
وكان لانتصار تيمورلنك صدى كبير داخل أوربا فقد فرح ملوك أوربا بذلك وحاول بعضهم التحلل من مواثيقه مع الدولة العثمانية بإعلان استقلاله كالبلغار والصرب والأفلاق، اعتقاداً منهم بأن الدولة العثمانية قد زالت واندثرت.
وترتب على حملة تيمورلنك آثار سياسية خطيرة إذ أسهمت في تغيير الخارطة السياسية في منطقة آسيا الصغرى برمتها حيث تعد هذه الحملة وماترتب عليها من نتائج في معركة أنقرة إحدى أكبر الكوارث التي أوقفت توسع الدولة العثمانية وفتوحاتها، وأدت هذه الحملة إلى تأخير فتح القسطنطينية حوالي نصف قرن من الزمان.
ومن الآثـار الدينيـة التي نتجـت عن حمـلـة تيمورلنك حركـةالشيخ نورالدين المشهور بابن قاضي سماونة الذي كان قد شغل منصباً مرموقاً في الدولة العثمانية متستراً بالدين والعلم وبدأ زعيم هذه الحركة يدعو إلى مذهبه القائم على المساواة بين الناس في الأموال وسائر المقتنيات فلا فرق بين مسلم وغيره باعتبار أن الأديان كلهـا متساوية. وكانت حركته تنطوي على محاولة التقريب بين الأديان السماوية الثلاثة ( الإسلام واليهودية والنصرانية).