Abstract
توجيهات المفسّرين النحويّة في كتاب سيبويه
د. عليّ محمود أحمد محمد خير
أستاذ النّحو والصرف المشارك، كليّة اللغة العربيّة، جامعة القصيم
ملخص البحث. يتناول هذا البحث "توجيهات المفسّرين النّحويّة في كتاب سيبويه"، ومن المعهود أنّ كُتب المفسّرين هي التي انتفعَتْ بآراء النّحويين، إلّا أنّ العكس نادِرٌ، ويكون ذلك لافتاً للنظر إذا كان في كُتب المتقدِّمين كسيبويه. فسيبويه قد استفاد من الآراء النّحويّة للمفسّرين في مواضع مِن كِتَابه صَرّحَ في أربعةٍ مِنها بِلفْظ المفسِّرِين، وبعد التأمُّل والاستقصاء وجدتُ المواضع التي لم يسمِّها أكثر بِكثير مِن تلك التي سمّاها ولكنّي اختصرتها في أربعةٍ أُخَر ليكون المجموع ثمانية حتى لا يخرج الموضوع عن حدِّه.
تناولت هذه المسائل عرضاً وتحليلاً ومناقشةً، ثم أرْجعْتُ الآراء إلى أصولها والقائلين بها قبْلَ عصْر سيبويه – غالباً – وفي عصره، فمِنها ما يرجع إلى ابن عبّاس رضي الله عنهما أو إلى أحَد تلاميذه من التابعين كمجاهد بن جبر (تـــ 104هـ) أو غيرهم كالحسن البصريّ (تـــ 110هـ) وقتادة بن دعَامة السّدوسيّ (تـــ 117هـ) وزيد بن أسلم (تـــ 136هـ) وسفيان الثوريّ (تـــ 161هـ). وفي ذلك دلالة على أنّ سيبويه لم يكن مُنْبَتّاً عن حركة التفسير في عصره، فكَمَا استفاد من شيوخه في النحو – ومِنهم مَنْ ضَرَبَ بِسهْمٍ في التفسير والقراءات – أفاد كذلك مِن غيرهم مِن المفسّرين.
فَرَّقَ سيبويه بين رأي شيوخه كالخليل وبين رأي المفسّرين، فهو يذكر قول الخليل بجانب قولهم ليُبيّن أنّ قولَه بِخِلاف قولهم. فعِند المفسّرين " ويْكَأنّ " بمعنى: ألمْ تَرَ، وعند الخليل تتألّف مِن " ويْ " و " كَأنَّ "، إلى غيره.
في كلّ المواضع التي نقل فيها سيبويه رأيَ المفسّرين واختاره، كان يُعزِّز به رأياً يراه ويرجّحُه على غيره، كترجِيحِه عدم الصرْف في الاسم المؤنّث الثلاثيّ الساكن الوسط يدعمه بقِراءة مَنْ قَرَأ: " اهبطوا مصْر " مِن غير تنوين، وقول المفسّرين أنّها مصر بِعَيْنِها. وأخْذِهِ بقول المفسّرين في الحروف المقطعة أنّها أسماء السُّور، وأنّ "جَرَمَ" بمعنى "حَقَّ"، و"هَلْ" بمعنى "قَدْ"، إلى غير ذلك ممّا بَسطَه البحثُ.