Abstract
الحروب الصليبية من خلال كتاب "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي
(دراسة تحليلية)
حصه بنت عبدالله بن عبدالعزيز الورثان
أستاذ العصور الوسطى المساعد بقسم التاريخ -كلية الآداب
جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن، كلية الآداب/ قسم التاريخ والحضارة
(قُدم للنشر في 25/7/1432هـ، وقبل للنشر في 19/11/1432هـ)
ملخص البحث. يتناول هذا البحث بالدراسة التحليلية منهج ابن الجوزي في كتابة أخبار الحروب الصليبية من خلال كتابه "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" ويبحث في الأسباب التي أدت إلى تغاضي هذا المؤرخ عن تقديم مادة تاريخية دقيقة وشاملة عن هذا الحدث الذي شهدته ولأول مرة أجزاء من المنطقة الإسلامية, وبوجه الخصوص بلاد الشام ومصر، باعتباره من أبرز مؤرخي القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي وعاصر الكثير من أحداث الحروب الصليبية,بل إنه وعى فترة الصحوة الجهادية التي ابتدأها السلطان السلجوقي محمد و اكتملت حلقاتها في عهد نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي,فأثمرت جهودهم بالانتصار العظيم في معركة حطين الحاسمة عام 583هـ/ 1187 هـ وما تبعها من استرداد بيت المقدس وعدد من المدن الشامية، لكن المادة التاريخية حول تلك الأحداث جاءت لدى ابن الجوزي بشكل غير متوقع من إيجاز وتجاهل وأحداث غير متتابعة زمنيا,في الوقت الذي نجده يرصد وبدقة متناهية أخبار العراق بل وينفرد ببعض النصوص التاريخية التي لم ترد لدى أسلافه المتقدمين، حتى أصبح كتابه المنتظم مصدرا أصيلا لعدد من المؤرخين المسلمين في القرن السادس الهجري وما بعده مما دفعنا للتساؤل والبحث والتقصي عن الأسباب الكامنة وراء اتباع ابن الجوزي هذا المنهج في ذكر أخبار الحروب الصليبية بشكل غير متوال ومفصل في كتابه المنتظم. وجعلها في دراسة مستقلة نكشف من خلالها جوانب ذلك المنهج، ومكملة ومضيفة إن شاء الله للدراسات العديدة التي تناولت منهج ابن الجوزي في كتابة التاريخ.