الملخص
سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن دقّة سيبويه في الحكم على النون ثانيةً بالأصالة أو الزيادة في الرباعي وما زاد عليه عن طريق استقراء أمثلته ومناقشة أدلته، وموازنتها برأي من جاء بعده من الصرفيين، مقتصرًا مجال الموازنة على كتاب أبنية الأسماء والأفعال والمصادر لابن القطاع، والممتع لابن عصفور، وشرح الشافية للرضي، وارتشاف الضرب لأبي حيان. وكان المنهج المتّبع في الدراسة هو المنهج الاستقرائي لجمع كل الأمثلة من الكتب التي هي مجال الموازنة، ثم وصفها وتحليلها باتّباع المنهج الوصفي التحليلي، مع الاستفادة من النظريات الحديثة كالمخالفة الصوتية في تفسير زيادة النون ثانيةً.
وكان من أهم النتائج ظهور تباين نظرتهم إلى أصالة النون ثانية أو زيادتها. كما أعطت ظاهرة المخالفة الصوتية تفسيرًا علميًا من وجهة نظر الدراسات اللغوية الحديثة للنون المزيدة ثانيةً كونها إحدى الأصوات المائعة التي يخالف إليها كثيرًا. وانتهت الدراسة إلى ضرورة إعادة النظر في قاعدتهم المختصة بزيادة النون ثانيةً، تحديدًا الساكنة منها، وبالأخص في صيغة (فَنْعَل) الاسمية كانت أو الفعلية. وأوصت بخصِّ هذه الصيغة بدراسة استقرائية من المعجم ممَّا قد يعطي ذخيرة لغوية استعمالية مؤيدة لقياسيتها، كما رأت أن دراسة النون حشوًا ثانيةً كانت أو ثالثةً وفق ظاهرة المخالفة الصوتية ما يزال بحاجة إلى وقفة تتقصّدها بالتّتبع والتفسير.